تحايا الشعراء لمجلة مرآة الوسط
كانت مجلة مرآة الوسط على امتداد مسيرتها محورا لقصائد عدد من الشعراء الذين أحبّوها وترجموا هذه المحبة في مقطوعات شعرية رائعة.
وبمناسبة احتفال المجلة بالذكرى الخامسة عشرة لصدورها، خصّها الشاعر محمد الحبيب الزناد بمقطوعة شعرية رائعة جاء فيها بالخصوص؛
مرآة خضرائنا يزهو بها الوسط
كشعبنا وسط دوما فلا شطط
مجلة تنشر الأخبار صادقة
والرأي حرا سديدا ما به غلط
شفافة إذ نرى فيها ضمائرنا
مثل اللجين فنجلونا ونغتبط
عشر وستّ مضت من عمرها ولها
مد ّ الزمان يدا بالخير تنبسط
واليوم شبّت وحل جيد بهجتها
عهد جديد وعقد ليس ينفرط
محمودة الذكر، محمود مؤسسها
قرّاءها مثل عشاق بها ارتبطوا
أما الشاعر الكبير الراحل محمد الشعبوني والذي كانت تربطه علاقة متينة بالمجلة وأسرتها وكان يساهم من حين لآخر في تحريرها بمقالاته الجيدة، فقد حيّ مجلة مرآة الوسط في الذكرى العاشرة لصدورها بقصيد رائع طائي القافية منه هذه الابيات؛
حيّوا معي أنوار مرآة الوسط
نعم المجلة حبها بدمي اختلط
في شكلها في روحها في فنّها
في سرّها خير كثير يلتقط
خذ وفز بالجمع من اعدادها
واسبق لها كل عام وانخرط
فيها من الإشعاع ما يحي النهي
وشعارها في الاعتدال ولا شطط
محمود سر نحو الأمام فأنت في
دنيا الصحافة، نعم، نعم، نعم المنضبط
وتحية من مخلص في حبّه
يهفو إلى أنوار مرآة الوسط
أما الشاعر الراحل عامر بوترعة، فقد خصّ مجلة مرآة الوسط بقصيد رائع في أحدى مهرجاناتها الأدبية وبمناسبة احتفال المجلة بالذكرى الخامسة عشرة لصدورها، ومما جاء في هذا القصيد،
أنها النبع دافق ينبض ليس ينضب
أنها الحق خذ يراعك واكتب
بنت عشر وخمسة ليس إلا
وهو سن الصبي يمضي لمكتب
إنما... هل لها لنا بعض شرح
كيف في سنها تلامس كوكب؟
سبقته الزمان... أمر غريب
إنما أنها تحدّته أغرب!!
وقفت رغم عاصي الريح يوما
ومشت... كأنما الريح سرب
وامتطت بالصمود صهوة عزم
واستماتت جندية ليس تغلب
ورق، مكتب، وشمعة حب ..
وفؤاد بين الدفاتر يسكب
فيشع الضياء من كل سطر
والتحسّي يلذ من كل شرب
وضمير على الصفاء تربّى
لا يرى راحة إذا لم يتعب
وأنا الكهل.. طفلة دوختني
ولها لم يكن لدي بمأرب
علّمتها الايام أن تتسامى
فلديها الحياة صدق ومذهب
ثم فازت بكل فكر نقي
بالتسامي واللسان المهذّب
وفصيح لسانها حين تروي
وبديع بديعها حين تكتب
هي مرآتنا عليها انعكسنا
افق نور شموسة ليس تغرب
وفي رصيد مرآة الوسط العديد من القصائد الأخرى لشعراء بارزين مثل الشاعرة الكبيرة جميلة الماجري والشاعر محمد علي الهاني والشاعر محمد السويسي وقد نعود إلى هذه القصائد في مناسبة لاحقة.
أم أسامة