مهرجان مرآة الوسط للثقافة والفنون

مهرجان مرآة الوسط للثقافة والفنون في دورته الثانية والعشرين
مجالس أدبية وأمسيات شعرية
احتفاء بالشابي وبالرواية الواقعية
* * *
افتتاح الدورة 22 لمهرجان مرآة الوسط للثقافة والفنون بسيدي بوزيد
احتفاء بالشابي وتجربة مرآة الوسط
تكريم ثلة من رجال الثقافة

بحضور جمع من رجال الثقافة والإعلام، افتتحت عشية أمس بمدينة سيدي بوزيد وسط تونس فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان مرآة الوسط للثقافة والفنون الذي تنظمه مجلة مرآة الوسط بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث. وتولى والي سيدي بوزيد السيد محمد فوزي بن عرب تدشين المعرض الوثائقي ذاكرة المهرجان الذي تضمن صورا ومقالات صحفية حول الدورات السابقة للمهرجان، وقد ابرز المعرض بالخصوص من خلال الصور التذكارية مشاركة عدد هام من رجال الثقافة والأدب في تونس في الدورات السابقة لهذا المهرجان مم يقوم دليلا على أهميته وعراقته. كما دشن الوالي الجناح الخاص في المعرض بمؤوية الشابي والذي تضمن صورا مختلفة للشابي وأصدقائه والبيئة التي عاش فيها ونماذج من كتاباته وأشعاره بخط يده. واثر ذلك اشرف الوالي بحضور الإطارات الجهوية على افتتاح فعاليات المهرجان، مبرزا ما تحظى به مجلة مرآة الوسط من دعم وتشجيع من قبل سيادة الرئيس زين العابدين بن علي، وهو ما يساعدها على الاستمرار في الصدور والقيام بعديد الأنشطة الثقافية ومنها تنظيمها لهذا المهرجان العريق الذي يحظى بالدعم والتشجيع من قبل كافة الهياكل المعنية بالشأن الثقافي، ونوّه الوالي بنجاح مجلة مرآة الوسط في مسيرتها الإعلامية والثقافية، ومنوها بالتفاف المثقفين والكتاب حولها وحول مهرجانها الثقافي الذي يتطور من دورة إلى دورة أخرى.
وشهد اليوم الأول للمهرجان انتظام مجلس أدبي بعنوان «على خطى الشابي»قدمت خلاله مداخلتان علميتان، قدّم المداخلة الأولى الباحث والأستاذ الجامعي «حاتم النقاطي» حول البعد الجمالي في شعر الشابي، أما المداخلة الثانية فقدمها الباحث والشاعر سوف عبيد حول قصيدة النثر عند الشابي، متوجها بالمناسبة بنداء إلى أن يكون الاحتفال بمائوية الشابي مناسبة لصدور ديوان الشابي كما نظمه وأعده للنشر صاحبه قبل وفاته، ملاحظا أن كل الطبعات التي صدر من ديوان أغاني الحياة، للشابي لم تحترم الترتيب الذي وضعه صاحبه للدون.
ثم انتظمت اثر ذلك أمسية شعرية شارك فيها الشعراء عمار العموري، خير الدين الشابي، سوف عبيد، حاتم النقاطي، الهادي العبدلي ومحمود الغانمي الذين قدموا قصائد متنوعة بين عمودية وحرة ونثرية تغنت بأغراض مختلفة.
وفي الجلسة الافتتاحية للمهرجان توجه مدير المهرجان بتحية خالصة إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي يحيط مجلة مرآة الوسط وأنشطتها الثقافية بصادق رعايته وكبير تشجيعه، وبيّن أن مرآة الوسط لم تكن لها لتحقق هذا النجاح الذي حققه لولا ما تجده من دعم وتشجيع من سيادة الرئيس ومن قبل كل السادة الوزراء ومؤسسات الدولة. وبيّن أن من مفاخر هذه المجلة أن أصبحت اليوم موضوعا لبحوث تخرج جامعي من الجامعات التونسية والجامعات الفرنسية، حيث قدم خلال السنة الماضية بحث تخرج جامعي لطالبة تونسية لنيل شهادة الدكتوراه بجامعة تولوز حول تجربة مجلة مرآة الوسط ولاحظ أن مهرجان مرآة الوسط للثقافة والفنون يسعى من دورة إلى أخرى إلى استقطاب الأسماء الفاعلة في المشهد الثقافي والأدبي وهو يطمح إلى أن يكون له بعد عربي خلال السنوات القادمة.
وتمّ في اليوم الأول للمهرجان تكريم الشاعر سوف عبيد وتكريم الملحق الثقافي لجريدة الحرية والكاتب والروائي عبد القادر بن الحاج نصر

مجلس أدبي حول الرواية الواقعية في تونس بحضور الروائي عبد القادر بن الحاج نصر

في اختتام فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان مرآة الوسط يومي 17 و18 أفريل 2009 بمدينة سيدي بوزيد (وسط تونس) تولى الأستاذ محمود الحرشاني المدير ورئيس التحرير تسليم الدرع التذكاري المميز لهذه الدورة إلى الكاتب والروائي التونسي عبد القادر بن الحاج نصر تقدير وتثمينا لما تميز به عطاء هذا الكاتب من صدق وتنوع وإخلاص للأدب والرواية بصفة خاصة. وأعلن الأستاذ محمود الحرشاني أن مجلة مرآة الوسط يحدوها الفخر والاعتزاز وهي تسند الدرع التذكاري المميز للدورة الثانية والعشرين لمهرجانها للثقافة والفنون إلى الكاتب والروائي عبد القادر بن الحاج نصر الذي يأتي اليوم في طليعة كتاب الرواية لا فقط في تونس وإنما في منطقة المغرب العربي كامله، فهو صاحب اثني عشر رواية وخمسة مجموعات قصصية وكتب نقدية. مبينا ما تميز به أدب المحتفى به من صدق وعفوية ونهل من حياة الناس لذلك فهو أدب قريب منهم.
وعبّر الروائي عبد القادر بن الحاج نصر عن مشاعر الاعتزاز والفخر بان يتسلم اليوم الدرع التذكاري المميز لمجلة مرآة الوسط التي تشرف في كل ينتسب إليها وهي اليوم رائدة المجلات في تونس، وهنّأ أسرة المجلة بالنجاح الكبير الذي حققته وبالمكانة الرفيعة التي أصبح عليها المجلة اليوم ونوّه الدكتور عبد القادر بن الحاج نصر بجهود وإضافات هذه المنارة الإعلامية ملاحظا انه يعتبر أن محمود الحرشاني صاحب مرآة الوسط هو أول من قدمه إلى أبناء سيدي بوزيد وهو أول من نظم له لقاءات مع الجمهور ودعاه للحديث عن كتبه في مهرجانات وندوات مرآة الوسط... كما دعا غيره من كتاب تونس الذين يعترفون له بالفضل في تكريمهم وتشريكهم في مهرجانات مرآة الوسط ومناسباتها الثقافية.

فعاليات اليوم الثاني لمهرجان مرآة الوسط الثقافي بسيدي بوزيد
نتائج مسابقات الدورة في القصة والشعر والمقال واستضافة للكاتب عبد القادر بن الحاج نصر

سيدي بوزيد / خاص
تم في اختتام فعاليات الدورة 22 لمهرجان مرآة الوسط للثقافة والفنون التي انتظمت يومي الجمعة والسبت 17 و18 أفريل الجاري بمدينة سيدي بوزيد الإعلان عن نتائج مسابقات كتابة القصة القصيرة والقصيد الفصيح والمقال النقدي، وقد أسندت الجائزة الأولى في القصة إلى الكاتب الشاب نجيب بركاتي عن قصّته التي تحمل عنوان «المسحوق العجيب» وأسندت جائزة تشجيعية في نفس الصنف إلى الكاتبة الناشئة هاجر بن حمادي عن قصتها التي تحمل «نداء الروح». وأسندت الجائزة الأولى في الشعر إلى الشاعر الشاب سالم الشرفي وأسندت الجائزة الثانية إلى الشاعر الشاب نزار الحميدي، وذهبت جائزة المقال الأدبي إلى الكاتب الشاب بلقاسم برهومي من أم العرائس.
وتمّ في اليوم الثاني من المهرجان استضافة الكاتب والروائي عبد القادر بن الحاج نصر في اطر مجلس أدبي أول موضوع «رواية الواقع أو واقعية الرواية، تجربة الكاتب المحتفى به نموذجا» انطلاقا من أعماله الروائية الأخيرة وآخرها رواية «حي باب سويقة»، وقد تحدث الكاتب في لقاء مفتوح مع الكتاب المشاركين في المهرجان عن أجواء هذه الرواية وتمسكه بكتابة الرواية الواقعية كخيار أساسي في مساره الأدبي ولاحظ أن الرواية الواقعية تنهل من حياة الناس وتعايش قضاياهم الإنسانية مؤكدا أن رواية حي باب سويقة من الروايات القريبة إلى نفسه لأنه كتبها بإحساس المثقف الذي شعر في لحظة من اللحظات أن جزء هاما من التاريخ الثقافي والاجتماعي والاقتصادي لأحد اشهر إحياء العاصمة قد طاله التشويش والاعتداء، مبرزا صدمة الناس عندما لم يحقق المشروع أهدافه. فكانت النتائج عكسية وعلى غير ما كان يؤمله حتى أصحاب القرار أنفسهم عندما غمرت النفق المياه!!
هذا وقد تم تكريم الكاتب والروائي عبد القادر بن الحاج نصر في إطار هذا المجلس بمنحه الدرع التذكاري للمهرجان من قبل مدير المهرجان الأستاذ محمود الحرشاني.
وحول محور «مقومات النص الأدبي الناجح» حاضر الأستاذ والكاتب محفوظ الزعيبي انطلاقا من تجربته في معايشة أدب الشباب وعديد المحطات التي مرّ بها هو شخصيا والعديد من أبناء جيله، مؤكدا على عدة عناصر ومقومات يجب توفرها في النصوص منها الصدق وقيمة الإحساس والذوبان والإخلاص للنص الأدبي. كما انتظمت في إطار هذا اليوم ورشات أدبية قدم خلالها الأدباء الناشؤون مشاركاتهم ونصوصهم القصصية والشعرية.