ملتقى شعراء العالم بالشيلي من 12 إلى 17 أكتوبر 2006.
بعد مشاركتها في ملتقى شعراء العالم بالشيلي سلوى بن رحومة...
تكتب لمرآة الوسط
يوم 12 أكتوبر 2006 كان انطلاق فعاليات الملتقى الثاني لشعراء العالم بسنتياغو الشيلي الذي اختتم يوم 17 أكتوبر 2006 وقد مثلت الشاعرة سلوى بن رحومة تونس في هذا الملتقى الذي ضم 35 شاعرا معظمهم من أمريكا اللاتينية مثل بوليفيا والبرازيل وكولمبيا والمكسيك والإكوادور وجمهورية دومنيكا والبرتوريكو والأرجنتين والسلفادور ونذكر من بين الشعراء الشاعرة الكبيرة ليديا برادا دي براون من بوليفيا والشاعرة مرسيا موتا من البرازيل والشاعر الكبير هرنندو ارديلا من كولومبيا والشاعر الكبير بيبي سنشازوكلارا ولاورا من المكسيك ومن البرتو ريكو الشاعر جوزاي مانويل سولا ومن جمهورية دومنيكا كل من الزوجين تاتي ورانال ومن الأرجنتين الدكتورة الشاعرة سلفيا توكو والشاعر ريبالد مولينا ايلا من السلفادور جاؤوا كلهم بدعوة من الشاعر والكاتب الشيلي الكبير لويس ارياس منسو الذي أكد لنا بنجاح هذا الملتقى، أن الحلم يمكن أن يكون حقيقة بخطوة ايجابية فاعلة.
وكان الافتتاح ببيت الشاعر الكبير بابلو نيرودا الحائز على جائزة نوبل للآداب لسنة 1971 والذي تحول مثل بقية منازله إلى متحف. وبعد زيارة هذا البيت صحبة مرشد سياحي وقع الافتتاح في احد أجنحة بيت بابلو نبرودا اين قدم الشاعر الكبير لويس ارياس منسو الحضور قبل أن يقدموا أشعارهم في تلك الأمسية معلنا عن البلد الذي جاؤوا منه من أجل التعريف بهم وخلق مجال أول للتعارف وقد دعيت الشاعرة يلوى بن رحومة للقراءة في هذا الحفل التي أكدت على انتمائها العربي التونسي معربة عن شكرها العميق للشيلي ولهذه الحركة الشعرية التي فسحت المجال للقاء هؤلاء الشعراء بما يثري التجربة الشعرية والإنسانية متحدثة باللغة الفرنسية التي يحذقها البعض منهم ليكون التواصل بينها وبينهم ثم استسمحتهم وقرأت لهم باللغة العربية قصائد من ديوانها أمنيات معربة عن أسفها لعدم حذقهم لهذه اللغة وعن حبها وتعلقها بها باعتبارها لغتها الأصلية رغم حذقها للغات أخرى وقد تفاعل الحضور من كل أنحاء العالم مع ما قرأته فكان الشعر إحساسا فقط ولعل الإحساس بوابة القلب الأولى.
ثم توالت القراءات في الغد ببيت الشاعر بابلو نيرودا بايز لاينغرا ثم بيته بمدينة فالبرازو وقد تمت في الأثناء ترجمة عديد القصائد من شعر سلوى بن رحومة إلى الاسبانية كقصيدة في المقهى وقصيدة شهريار وبعض قصائد الومضة بما فيها روح المشرق والمغرب فجاء الاستحسان للكلمة والصورة إلى جانب استحسانهم لحضور الشاعرة وأدائها وستتم في المستقبل ترجمة ديوانها أمنيات إلى الاسبانية
وعمل الشاعر الكبير لويس ارياس منسو المنظم على خلق قرض للتعارف بين شعراء الشيلي وكتابها ووجوهها الثقافية والشعراء الضيوف فنظم لذلك لقاءات بعديد الأماكن مثل مندوبية الثقافة بسنتياغو وبلدة قرطاجنة وولاية رانكاغا ليقرؤوا جميعا ويتعارفوا في حضرة الشعر من أجل السلام في العالم ونصرة الحرية المبادئ الإنسانية السامية.
وعن هذه الرحلة تقول الشاعرة سلوى بن رحومة بأنها رحلة شاقة لكن المتعة اكبر من الحديث عن مشقة السفر وعن الساعات الطوال وتعاقب الليل والنهار لنصل إلى الشيلي... وقد استغربت أن تكون للشيليين ملامح ودفأ عربية وسلاسة عادات غربية.
وتكون الشاعرة بان تلك اللقاءات وتلك الليالي حلمت معها دعوة إلى الطفولة الإنسانية نحلم بها جميعا واقتنصناها في هذا الملتقى فكنا إنسانا واحدا رغم اختلاف الجنس والعرق والين واللغة... وحقق بذلك الملتقى معجزة امتزاج روحي بين مختلف الأعمار والأجناس والحالات... ورغم مشقة السفر كل يوم إلى ولاية من ولايات الشيلي كان الشعر البلسم وكانت المحبة جواز العبور إلى مدن العالم وقلوب محبي الشعر.
وقد نجحت التونسية سلوى بن رحومة في الاندماج كإنسانة وشاعرة لتكون الوجه المشرف لتونس والعالم العربي من خلال ما قدمته من أشعار وما لاقته من استحسان في اللغتين العربية والاسبانية ومن خلال تشبثها بهويتها العربية خلال شهر رمضان المعظم وهو ما جلب لها الاحترام والتقدير من جميع شعراء العالم وهي في كل ذلك تقول بان الشكر الجزيل يعود إلى معالي وزير الثقافة والمحافظة على التراث بدعمه مجهودان السيد المندوب الجهوي للثقافة بصفاقس الذي لم يدخر جهدا من أجل أن تكون سلوى بن رحومة سفيرة الشعر التونسي والعربي في الشيلي وهي لذلك مدينة بالكثير.