حفل تقديم وتوقيع كتاب فيض الوجدان للكاتب محمود الحرشاني في مدينة سيدي بوزيد
تونس - سيدي بوزيد / ثقافي
على امتداد أكثر من ثلاث ساعات، تحدث الكاتب والصحفي محمود الحرشاني المدير المؤسس لمجلة مرآة الوسط ورئيس تحريرها عن تجربته الصحفية والأدبية وعن موقفه من عديد القضايا الحضارية والفكرية والسياسية كما لم يتحدث أبدا من قبل... مناسبة الحدث كانت اللقاء الفكري الذي نظمه معه النادي الأدبي بسيدي بوزيد ومنتدى مرآة الوسط الثقافي، احتفاءا بصدور كتابه الجديد «فيض الوجدان» الذي صدر أخيرا... اللقاء حضره جمع كبير من رجال الثقافة والإعلام وعدد هام من المسؤولين ورجال الثقافة والإعلام وعدد هام من المسؤولين في مقدمتهم الأستاذ مصطفى العلوي المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث بسيدي بوزيد وافتتحه مدير المركب الثقافي بسيدي بوزيد فريد البكاري مرحبا بالضيف ومعددا مساهماته وحضوره في المشهد الثقافي والإعلامي والوطني والجهوي من خلال إصداره لثمانية كتب متنوعة الأغراض والاهتمامات وإصداره لمجلة مرآة الوسط ومشاركته في الندوات الثقافية وكتابته في الصحافة الوطنية والعربية.
كما قدم الأستاذ والباحث محمود الغانمي عضو اتحاد الكتاب التونسيين ونائب رئيس فرع سيدي بوزيد قراءة في كتاب «فيض الوجدان» لمحمود الحرشاني، تطرق فيها إلى اهم القضايا التي عالجها المؤلف في هذا الكتاب. مركزا بالخصوص على القضايا الحضارية والاجتماعية مثل الحديث عن النقلة النوعية التي عرفها المجمع التونسي ووظيفة التربية في زمن التحولات وقضايا نشر الكتاب الثقافي وتوزيعه والاحتفاء بالرموز التونسية مثل الشابي والدوعاجي. وقال أن الكتاب يمتاز بجرأة غير مسبوقة في طرح القضايا والإشكاليات، وهو ما يمكن أن يطلب من إعلامي تمرس على الكتابة. وسجّـل أن حضور الأنا في الكتاب هو نوع من المخاتلة. فالقارئ يعتقد لأول وهلة أن الكاتب يتحدث عن نفسه أو يضخم ذاته، ولكنه ينطلق من نفسه ليتحدث عن الآخرين.
واثر هذه المداخلة، تقدم عدد من المحاضرين بجملة من الأسئلة دارت كلها حول مضامين الكتاب وتجربة الكاتب الأدبية والصحفية.
وعيّـر الكاتب محمود الحرشاني في تعقيبه على التدخلات، عن سعادته بهذا اللقاء الذي يجمعه بأهل الأدب والثقافة لمحاورته حول تجربته الأدبية والصحفية، ملاحظا أن الصحافة هي مهنته والأدب هوايته. ولذلك فهو يمزج بينهما، وبين أن كتابه الجديد فيض الوجدان أثار الكثير من ردود الفعل منذ صدوره، وقد صدمت جرأته البعض وهو سعيد بسماع هذه الآراء التي تحقق له نوعا من التعويض الأدبي حتى لا يمر الكتاب لم يمر في صمت.
ولاحظ الكتاب انه اصدر إلى حد الآن ثمانية كتب لكل كتاب منه طعمه ومنزلته ولونه، ولكنه في كتابه الجديد تخلص من الحياء وسمى الأشياء بمسمياتها دون خوف أو وجل. وقال تعقيبا على سؤال احد المتدخلين انه لم يفر بمقالاته الجريئة إلى الصحف السيارة ليجنب مرآة الوسط التي يشرف عليها الإحراج، ولكنه خيّـر الصحافة السيارة على المجلة لكثرة تداولها بين الناس.
وحول عدم كتابته للرواية إلى حد الآن، لاحظ انه حلم لكتابة رواية غير مسبوقة، وقد مهد لها من خلال كتاباته لعدة فصول نشرها في كتبه السابقة. وبيـّن أن ما تضمنه كتابه الجديد هو ما يمكن أن يصطلح عليه بالبطاقة الصحفية، فهي ليست مقالات عابرة أو مرتبطة بإحداث وكلنها بطاقات تجمع بين القصة القصيرة والمقال الصحفي والخاطرة الأدبية أو الوجدانية.
وبين أن هذه المقالات أثارت ردود فعل كثيرة عند نشرها لأول مرة في الصحافة وفي جريدة الصريح تحديدا،ضمن ركنه الأسبوعي من النافذة، وهو حرص على جمعها وجمع غيرها من المقالات الأخرى في كتاب، لان الكتاب أبقى... وربما يكون في نشر المقالات في كتاب نوعا من التعويض الأدبي والمالي الذي لا توفره الصحيفة.
وشهد هذا اللقاء توقيع كتاب فيض الوجدان وعدد من الكتب الأخرى للكاتب مثل بين الأدب والسياسة والفن وجوائز أدبية في الوطن العربي ومذكرات صحفي في الوطن العربي..
وتولت إذاعة صفاقس من خلال منوعة مساء السبت التي تنشطها المنشطة المجتهدة عائشة بيار نقل وقائع حفل التوقيع مباشرة إلى المستمعين.