لست وحدك يا سي صالح ....كلنا في الهواء سواء
بقلم محمود الحرشاني
Mahmoud.horchani@yahoo.comأثار الصديق والزميل العزيز صالح الحاجة في بطاقته بجريدة الصريح في عددها الصادر يوم 04 ماي الحالي، مجددا معاناة أصحاب الصحف والمجلات من اجل ضمان استمرار الصدور لصحفهم ومجلاتهم في ظل تراجع نسبة القراء وضيق سوق الاشهار والإعلانات مما جعل هذه الصحف والمجلات مهددة في كل لحظة بالانسحاب وأبدى الصديق العزيز صالح اسفه لغياب عديد الصحف والمجلات التي كانت تشكل منارات ثقافية وإعلامية كبيرة، لأنها أصبحت عاجزة تماما على مواجهة التكاليف الباهضة لإصدار صحيفة أو مجلة، خصوصا في العالم العربي... ومن المؤسف حقا أن تختفي في اليوم العالمي لحرية الصحافة صحف ومجلات جديدة لم تقدر على الاستمرار مواجهة هذا الكم الهائل من الصعوبات التي تواجه أي صحيفة أو مجلة اليوم...والمؤسف أكثر إلا يهتم احد بانسحاب هذه الصحف والمجلات وكأنها صحف ومجلات لم توجد اصلا ولم تصدر لسنوات طويلة!!!.
صحيح انه لكل شيء عمر... ولا يمكن للصحيفة أو المجلة أن تستمر في الصدور طول الوقت، خصوصا أمام تعدد الوسائط الاتصالية الحديثة، والتي انتشرت في أوساط الشباب والمثقفين بشكل غير مسبوق، مما جعل مكانة الجريدة أو المجلة تتراجع إلى اسفل درجات الاهتمام.
لقد تغيرت معطيات كثيرة ودخلت حياتنا وعاداتتنا وسائط جديدة وفي مقدمتها الانترنات التي اتاحت المعلومة والتواصل مع الأخر بشكل مثير للجميع، ولكن في مقابل ذلك ازدادت كلفة إصدار كل ما هو مكتوب من صحف ومجلات وكتب وأصبحت المجلة أو الجريدة التي لا تخسر كثيرا هي الجريدة الناجحة...
أنني أمر يوميا أمام اكشاك الصحف والمجلات سواء بالعاصمة أو داخل الجمهورية واشعر بالألم والحسرة لان عدد الذين يقتنون الصحيفة محدود جدا...
أنني في أحيان كثيرة وأنا احد الذين يكتوون يوميا بنار الصحافة، اشعر أنني اغرث في البحر أو أنني امارس دور دون كيشوت في مناطحة طواحين الهواء!!!.
أين هو القارئ الذي نتجه إليه، ونتعب من اجل أن نصدر له المجلة في افضل حلـّة... أين هو القارئ الذي يقرأ صحيفة أو مجلة، وما الجدوى في الاستمرار في إصدار مجلة أو صحيفة لقارئ غير موجود اصلا... وإذا كان هذا حال الصحف والمجلات التي تصدر من العواصم، وتتلقى دعما كبيرا من الدولة، فكيف تكون الصورة بالنسبة للصحف والمجلات الجهوية، أنني اشعر أحيانا كثيرة أنني شخصيا أضعت أكثر من نصف عمري جريا وراء السـّراب!!.
وفي كل مرة ادفع فيها بعدد جديد من المجلة إلى المطبعة، أقول ليكن هذا هو العدد الأخير وكفاني يا قلب ما احمل... ولكنني أجد نفسي مفوعا بعد صدور ذلك العدد إلى تجهيز العدد الموالي رغم كل شيء...
ومثلما ذكر الأخ صالح الحاجة، وكتب، فقد بحثت مثله طويلا في صيدليات بلادي وفي صيدليات البلدان العربية والأوروبية التي زرتها وهي كثيرة بحثا عن دواء يريحني من هذا الداء، فلم اعثر عليه... ووجدت نفسي في عديد المرات أمام عيادات الأطباء وفي خاطري سؤال واحد، من منكم يقدر على أن ينتزع من جسمي هذا الجين الذي اتعبني وأرقني، جين حب الصحافة وإصدار الصحف والمجلات لقارئ غير مكترث وغير موجود أصلا...!!!
[b]