مجلة صدى الصحراء

مجلات في الذاكرة
مجلة صدى الصحراء

بقلم محمود الحرشاني
هذه اليوم مجلة أخرى من مجلاتنا التونسية التي قامت بدور هام في إثراء الحياة الثقافية والأدبية بجهة من جهات البلاد وهي جهة نفزاوة.
انك تعني ولاشك مجلة صدى الصحراء هذه التي كانت تصدر عن نادي تالقلم بدوز من ولاية قبلي.
 صدرت هذه المجلة في فترة الثمانينات من القرن العشرين وكانت تصدر مرة كل ثلاثة أشهر مديرها المسؤول هو السيد محمد الهاشمي عبد الرحمان وللمجلة أسرة تحرير تتركب من السادة البشير بن عبد الله واحمد عماره وبلقائم بن مصباح وبوبكر بلحاج وعمر بلحاج. وعنوان المجلة لتلقي المراسلات هو: دار الشعب والثقافة بدوز. وتطبع المجلة بالشركة العامة للطباعة والورق المقوى بصفاقس.
 لا نعرف كم من الإعداد التي صدرت من هذه المجلة التي كانت تحافظ على نفس رسم الغلاف في كل عدد مع تغيير الألوان، وهو يجمع بين القلم والنخلة وكثبان الرمال.
 بعد هذا التقديم المادي للمجلة نتصفح الآن احد أعدادها لنقدم للقراء صورة شاملة عنها :
 بين أيدينا الآن العدد الثالث من هذه المجلة وقد احتوى على مجموعة من المقالات والدراسات والخواطر فضلا عن كلمة العدد وركن من وحي القلم ومتابعات إخبارية في آخر العد...
 في كلمة العدد التي وردت بامضاء نادي القلم أكدت المجلة عزمها على مواصلة الصدور والتغلب على الصعوبات التي تعترضها مكبرة وقوف عدد من المسؤولين وأصدقاء نادي القلم إلى جانبها حتى يستمر صدورها لنشر ثقافة وطنية رصينة وواعية تخلد على الزمن وتساهم في خلق الإنسان الجديد.
 وفي ركن من وحي القلم كتب الطيب محي الدين مقالا بعنوان واقوتاه أكد فيه على ضرورة لمّ شمل الأسرة العربية لمقاومة المحتل والمستعمر وصيانة كرامة الأمة العربية.
 وفي هذا العدد من مجلة صدى الصحراء، ورد تحقيق صحفي حول النشاط الفلاحي لمنطقة دوز ال1ي قالت المجلة انه يحتل مكان الصدارة بين جميع النشاطات الاقتصادية الأخرى في الريف التونسي، مبينة أن منطقة دوز تمتاز بتربية الماشية مثل تربية الإبل والاغنام والماعز إلى جانب ما عرفت به المنطقة من زراعة النخيل التي تتلاءم مع مناخها الصحراوي.
 والآن ماذا عن الإنتاج الأدبي في هذا العدد من مجلة صدى الصحراء.
 في هذا العدد نقرأ قصائد وقصصا كثيرة وردت بأقلام أبناء الجهة مثل قصيد انتصار الشمس في عينيك لاحمد حنين أهداه إلى روح الشاعر الراحل المختار اللغماني يقول فيه:
انتصار الشمس في عينيك كان حلما
وكان يا مختار اغنيةشعبية
ألفها الشباب في المدارس
ألفها العمال في المناجم
وفي حقول القمح والقصب
ألفها العرب
كان يكون ملتقا هم قمة أو منبر أو مجلس أدب
 وهنا إشارة واضحة وتضمين جلي لعنوان المجموعة الشعرية للشاعر المختار اللغماني وهو اهتمت على انتصار الشمس.
 وفي هذا العدد أيضا نقرأ تقديما لكتاب تقدميون إلى الخلف كتبه عمر بلحاج وهو دليل على أن المجلة كانت تقدم لقرائها في كل عدد كتابا هاما لتثمين صلتهم بالكتاب والكتاب الجيد خصوصا.
 ماذا عن القصص في هذا العدد؟
 في هذا العدد من مجلة صدى الصحراء وردت عدة قصص لكتاب تونسيين معروفين مثل قصة حسناء موماتر لكاتب محمد الخموسي الحناشي وقصة بعنوان لوحة للكاتب الطيب محي الدين، وفاطمة بنت النجار لابراهيم الرحال وهو نوع من القص الشعبي.الى جانب هذا كانت المجلة تحرص على إثراء محتواها بدراسات معمقة كهذه التي وردت في هذا العدد بعنوان الإبل وكتبها الأستاذ محمد المرزوقي وتحدث فيها عن خصائص تربية الإبل عند سكان الصحراء والبدو حيث يقول أن سكان الصحراء والبدو يعتمدون كثيرا على الإبل معاشهم وفي حلهم وترحالهم. وهم يتغذون من لحومها وحليبها إلي يجعلون منه طعاما وشرابا ومن المشهورعندهم أن لبن الناقة يعطي قوة ومناعة للجسم.
 كما تقرأ في هذا العدد بحثا عن فوائد العسل وتربية النحل وأنواع النحل في العالم وطرق تربيته.
 وفي العدد وردت مقالات أخرى كثيرة وقصائد شعرية مثل قصيدة في يوم العلم للشاعر أبو القاسم بن مصباح. ولا يخلو هذا العدد من ركن الطرائق والمنوعات والكلمات المتقاطعة وركن الأخبار والمتابعات.
 تلك كانت وقفة قصيرة مع مجلة صدى الصحراء التي صدرت بدوز في الثمانينات من القرن الماضي وكم كنا نأمل أو تواصل صدور هذا المجلة.
[center]