محمود الحرشاني طائر يحلق في سماء الابداع
بقلم محجوبة الجلاصي
هذا المقال هو تواصل مع ما كتبه استاذنا الجليل محمد الحبيب السلامي حول صديقنا محمود الحرشاني في مقال بعنوان «بماذا فرض الحرشاني وجوده في الساحة العربية» الصادر بمجلة مرآة الوسط لعدد شهر أفريل 2010 تحدث فيه عن بدايات محمود الحرشاني وولوجه إلى عالم الصحافة المكتوبة والمسموعة وطموحاته والصلة الوثيقة بينه وبين ولاية سيدي بوزيد.
وأنا شخصيا معرفتي بسيدي بوزيد كانت من خلال السيد محمود الحرشاني، هذا الرجل الذي عرفته منذ سنوات، التقيته حينها لأول مرة في الملتقى السنوي الذي تنظمه مجلة «الاتحاف» كان ولازال يحب تراب سيدي بوزيد ويغار عليها كالعاشق يغار على حبيبته.
عرفته رجلا مناضلا، طموحا وما شدني إليه هو طموحه الفياض ونظراته الثاقبة نحو مستقبل أفضل وطوقه دائما إلى السفر والترحال زاده المعرفة والإبداع ومحاورة الشخصيات المرموقة سواء كانت سياسية أو أدبية وعلى ذكر السياسة فانا لا اوافق استاذنا الجليل محمد الحبيب السلامي حين قال«ذلك أن صديقنا أحب الأدب والثقافة كما أحب السياسة، فلم تعطه السياسة شيئا، اختار أن يمد يده لحصاد الثقافة» فالعلاقة بين الأدب تحضر بمعناها التاريخي بما هي أشكال الوعي وممارسة الحياة الاجتماعية وصديقنا محمود كان هكذا علاقاته من مستوى مرموق، شخصيته تجلب له الاحترام هو صديق السياسي والمثقف له لغة تلامس القلب بسرعة.
وحينما نعلم أن لصديقنا محمود الحرشاني ستة زهرات في المشهد الققافي التونسي والعربي « مذكرات صحفي -2- في الوطن العربي و بين الأدب والسياسة ودفتر سفر وجوائز أدبية في الوطن العربي وراسحة الأرض وفيض الوجدان».لا تستغرب من هذه القطرات التي تعبق ابداعا وشهادات وهذا الفيض الرقيق الذي لا حدود له والاحاسيس الصادقة لصاحب هاته الكتب، ثم أن الرجل يمارس الكتابة قرابة الثلاثين سنة وهذا ليس سهلا أن يؤسس صديقنا محمود مكانة له في المشهد الثقافي العربي، هذا كله تعب من اله وحى ووصل فهنيئا له بذلك وهنيئا للمشهد الثقافي التونسي بهذا الرجل واضافة إلى كلامي هذا الذي ليس مجاملة في شخص محمود الحرشاني وكلنها الحقيقة نفر منفسها، فهذا الرجل إنساني باتم معنى الكلمة ويساعد كل أديب أو صحفي يلجأ له وفتح له أبواب مجلة مرآة الوسط ويشجعه وشخصيا لم أجد منه سوى الترحاب بملاقاتي رغم أنني لم ألتقيه في حياتي سوى ثلاث مرات. فهنيئا لسيدي بوزيد ولتونس به.
[center]