ثلاثينية مجلة مرآة الوسط
الإعلام الجهوي والعولمة
الأستاذ سعد برغل
1. في تطور المشهد الصحفي المكتوب ودلالاته:
شهد قطاع الإعلام في تونس تطورا ملحوظا تجسم من خلال ارتفاع عدد الصحفيين المحترفين من 639 صحفيا سنة 1990 إلى 1021 صحفيا سنة 2006 ليبلغ العدد 1109 من بينهم 515 صحفيا محترفا في الصحافة المكتوبة فضلا عن تطوير عن العناوين الوطنية من 252 عنوانا سنة 2004 إلى 303 عنوانا سنة 2009 وهي تضم اليوم 10 صحف يومية و40 أسبوعية وبلغ عدد الصحف والمجلات الأجنبية الموزعة في تونس ما يقارب 1200 عنوانا بسبع لغات مختلفة.
العلاقة بين تطور العدد ومكانة الصحافة المكتوبة في منظومة التنمية الشاملة: أصبحت الصحافة جزءا من النسيج العام القادر على المساهمة الواعية و المسؤولة في تحمل مسؤولية التنمية سواء التنمية الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية.
تمكين الصحافة المكتوبة بهذا العدد من الاختصاص لان زمن الصحفي غير المختص قد ولى، بل أننا نتحدث اليوم عن الصحافة الجهوية المختصة إذ تستوجب مجموعة من الشروط من المفروض أن تتوفر في الصحفي حتى يسهم في المجهود الوطني من خلال معرفته بالخصوصيات الجهوية.
القدرة على الإحاطة بمختلف القضايا التي تتعلق بالمشغل العام بواسطة تتبع القضايا والتنبيه إليها وهي قدرة تشترك فيها الصحافة المكتوبة مع بقية الأشكال الإعلامية من إذاعة وتلفاز.
تعتمد الصحافة المكتوبة النسق ذاته الذي تعتمده الإذاعات من حيث التقسيم إلى إذاعة وطنية وجهوية، وإذاعات شاملة وأخرى مختصة. والى إذاعات خاصة وأخرى تندرج ضمن المرفق العمومي.
2. في وظائف إعلام القرب:
ا. في معنى إعلام القرب:
الإعلام الجهوي، الإعلام المحلي، الإعلام الإقليمي، الإعلام الموجه للجهات، النشرات الجهوية، الصفحات القارة في الجرائد.
ب. تاريخية الظهور:
ارتبطت بالأزمات الوطنية نحو الغزو واكبر دليل على ذلك ظهور إذاعة باريس وإذاعات الضواحي الباريسية، خاصة مع استفحال الأزمات الاجتماعية وأعمال العنف التي عرفتها المجتمعات الغربية.
ارتبطت بالتطور الصناعي والترفيهي، أصبحت للمصانع إذاعاتها للتسويق ولنجوم الغناء والرياضة والفرق الرياضية إذاعاتهم.
بداية اكتساح العولمة للفضاءات المهمشة في النظام الليبرالي التقليدي:
ظهرت منه ظهور أولى المجمعات التجارية الكبرى لا في العواصم الكبرى بل بالأحياء والأقاليم وبدأت أزمات المحلات الصغرى.
ت. الوظائف:
1. تأكيد الخصوصيات الجهوية وخصوصية التعامل مع القضايا الجهوية.
2. التنبيه على ما يمكن أن يعتبر غير مهم في نظر المركز.
3. الرفع من قيمة الجهوي صناعة وثقافة وتنمية.
4. المساهمة في التنمية الجهوية وتثمين المنجز الجهوي.
5. فضاءات اتصالية تحمل خصوصية الجهة تستقيها من خصوصيات الفضاء الاجتماعي والثقافي.
6. منارة إعلامية وفضاء للحوار واقتراح المبادرات.
7. ورافد من روافد التنمية الجهوية.
3. الإعلام الجهوي والعولمة:
هل يمكننا الحديث عن قطبين متمايزين متناقضين؟
هل يمكننا الحديث عن قطبين متمايزين متكاملين؟
كيف أن يكون الجهوي كونيا أو يمكن أن يسهم في الكونية؟
1. عولمة القيمة الفضلى: التضامن، التكافل، العدل، حقوق الإنسان.
2. عولمة التجربة الإنسانية: المساهمة في الديمقراطيات المحلية بالتنبيه إلى النقائص في احترام لشروط الحوار.
3. تأكيد أن هذه القرية كونية وكونيتها متأتية من أنها منطلق للعالمية .
4. العمل على الارتقاء بالجهوي إلى مستوى الكونية: الموسيقى: الأغاني التراثية وتثمين الغناء البدوي،أفضل مثال هو ما اكتسح به المغاربة الفنون العالمية: فرقة جيجل جيلالة، المشاهب.
5. الجزائر: الرأي الجزائري.
6. الأدب: تجربة غابريال قارسيا ماكيز وأدباء أمريكا اللاتينية،حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل للأدب نظرا إلى كتابة الحارة المصرية وهو دليل على انخراط المؤسسة المانحة في السعي على التوازن بين الجهوي والعالمي.
7. الاهتمام بالموروث الثقافي بالجهات وتعزيز التعريف بثراء الرصيد الحضاري للبلاد التونسية والحفاظ عليه باعتباره واحدا مساهمة في تعزيز الوحدة الوطنية.
4. عوائق إقامة توازن بين الإعلام الجهوي والعولمة
1. مصادر التمويل: بالقدر الذي تتوفره لدى العولمة مقدرات مالية فان الإعلام الجهوي يفتقر إلى هذه الإمكانية.
2. مصادر الخبر: التعويل على الاجتهادات الخاصة في استيفاء الخبر وهو ما يجعل إدراجه ضمن شبكة الأخبار المعترف بها دوليا أمرا صعبا، وهو ما يؤثر بالتالي على مدى انتشار الخبر الجهوي.
3.المقتضيات التقنية: الثقافة الرقمية والثورة الاتصالية والشبكة العنكبوتية.
4. معضلة التوزيع:
[center]