توجه حداثي للثقافة التونسية ... بقلم : رضـــا ســـالــم الصــامــت
اللغة العربية هي لغة التونسيين الأولى، و لكن جل المؤسسات التعليمية في تونس تشجع على تعلم اللغات الأجنبية، مثل الفرنسية و الإنجليزية و الإيطالية و الألمانية وحتى الصينية و غيرها من اللغات الأخرى
تونس منذ العهد البورقيبي راهنت على التعليم مثلما راهنت على الشباب المتعلم و المثقف بغية ضمان اللحمة بين الأجيال السابقة و اللاحقة و ضمان أيضا الوحدة الثقافية، و حفز الهمم للإبداع في شتى المجالات مثل المسرح الأدب السردي الأوبيرات القصة و الرواية الشعر الفنون التشكيلية الموسيقى السينما الترجمة الخ
الدولة التونسية خصصت أموالا طائلة من أجل تحقيق هذا التوجه الحداثي ،ولم تسلط أي وصاية على المبدعين و لا حتى رقابة على مضامين إبداعاتهم، سواء مضامين المسرحيات أو ما ينشر في الكتب أو الأشرطة ، الشعب التونسي و خاصة رجال الفكر و الأدب و الثقافة يعتزون أيما اعتزاز بأمجاد الماضي القريب حتى يتعلم الشباب اللاحقون منهم فكريا و أدبيا و فنيا ، و حتى يشتد عود الثقافة التونسية الحديثة و التي بدأت مع ابن خلدون و خير الدين باشا و أبو القاسم الشابي و الأديب الراحل محمود المسعدي و غيرهم كثيرون
زد على ذلك فان الأعمال الفنية و الإصدارات تكثفت و قد حرصت تونس على ايلاء المبدع التونسي حقوقه الإبداعية ،و هو ما ساهم في عدم ضياع حقوق كل من أبدع عملا ما و اجتهد و ثابر
تحديث الفكر و الإحساس و السلوك بواسطة مواكبة كل ما يجد في العالم من جديد و لا سيما تكنولوجيا الاتصال و المعلوماتية و في هذا المجال حققت تونس تقدما ملحوظا في استعمال و إتقان هذه التكنولوجيات الرقمية . إذ تعد إضافات هامة حظيت بها الثقافة التونسية في جميع الفنون و على كل المستويات ،حيث أن التطور التعليمي الذي عرفته تونس ساهم في رفع الشأن الثقافي و لم يعد مفهوم الثقافة ترفيهيا فحسب بل صار له دور فاعل، في رفع مستوى الذوق العام و الفكر لدى المواطن التونسي و تحسن سلوكه و ساهم أيضا في الارتقاء به ليضمن تفتحه على العالم الخارجي و يساهم بالتالي في دفع عجلة التنمية بالبلاد.
و ما نشاهده من معارض للكتب لدليل على المكانة التي تلقاها الثقافة التونسية ، فالثقافة هي بوابة التنمية و التقدم .