لاثينية مجلة مراة الوسط

ثلاثينية مجلة مراة الوسط
مرآة الوسط تجمعنا لخدمة الاعلام الوطني والجهوي
شرف لمراة الوسط أن ترتمي فقط في احضان الوطن
بقلم صالح السباعي

على امتداد يومي 4 و 5 جوان 2010 تفتحت الباقة الثلاثون لمجلة مرآة الوسط العريقة بسيدي بوزيد وذلك بفضاء المركب الشبابي والثقافي بسيدي بوزيد تحت شعار «مرآة الوسط تجمعنا» حيث اشرف على افتتاح فعاليات الاحتفالية السيد الازهر الهداوي المعتمد الاول بمركز ولاية سيدي بوزيد نيابة عن السيد فوزي بن عرب والي سيدي بوزيد وبحضور كل من السادة فخري عبد الخالق معتمد سيدي بوزيد الشرقية والاستاذ مصطفى العلوي المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراقث بسيدي بوزيد والتهامي الهاني عضو مجلس النواب والهيئة الاستشارية ونخبة من رجالات الفكر بالجهة حيث تولى في البدء السيد المعتمد الاول تدشين المعرض الوثائقي الذي يروي بالصورة والقلم اهم المحطات المضيئة في مسيرة مجلة مرآة الوسط على امتداد ثلاثين سنة من البذل والعطاء لخدمة المشهد الاعلامي الارقى والافضل. بعد ذلك تناول الكلمة الزميل محمود الحرشاني مدير المجلة ومؤسسها الذي رحـّب بجميع الضيوف في مدينة سيدي بوزيد عروس البادية التي تفتحت أحضانها لاستقبال عديد الضيوف من مختلف جهات البلاد التونسية الذين جاؤوا محملين بابهى باقات الحب لمجلة مرآة الوسط وهي تطفئ شمعة ميلادها الثلاثين والتي نطلب حضورها الدائم على الساحة الاعلامية بالبلاد التونسية العديد من التضحيات لتبقى صامدة وتصافح جمهور قراءها عند بداية كل شهر حاملة في جرابها الاعلام الكم الهائل من المعلومات المتجددة التي أكتسبتها ثقة متبادلة بين القراء يوّأها للانتقال من دائرة المحلي إلى دائرة الوطني والعالمي من خلال شبكة النشر الالكتروني الذي ساهم في التعريف بالمجلة التي اصبح في رصيدها اليوم ما يزيد عن 1200 صفحة ألكترونية وتوقف مدير المجلة عند القول بانه مدين بنجاح مسيرة المجلة لعدة أطراف ساعدت مشكورة في دعم فكرة هذا المشروع الاعلامي الرائد غايتها في ذلك خدمة الوطن لتحقيق الاعلام الهادف والمسؤول مشيدا بالدعم الذي تحظى به مجلة مرآة الوسط من قبل سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي أكرم المجلة في عديد المناسبات وذكر مدير المجلة بأنها انطلقت على شاكلة جريدة لتصبح فيما بعد مجلة تصدر دون انقطاع على مدى ثلاثة عقود بفضل ما توفر لها من دعم مادي ومعنوي كبير من لدن السادة وزارة الثقافة والاتصال وغيرهم من الجهات المسؤولة الاخرى التي ساعدت كثيرا في الاحتفال بصدور العدد 300 من اعداد المجلة التي وشحت احتفالاتها بتاج مرصع بالثلاثينية لا سيما وهي المجلة التي لا تنتمي إلى اي حزب او منظمة اذ هي فقط تنتمي للوطن الذي ارتمت في احضانه تفاعلا مع توجهات الدولة في محاولة للتفاعل والتناغم مع اختياراتها الاساسية وتعد اقدم دورية جهوية تستمد تواصلها من التفاف قراءها حولها، وشكر بالمناسبة مساعدة كل الزملاء الاعلاميين الذين ساندوه ايمانا باهمية المشروع المتحفز تجاه الرسالة الاعلامية المقدسة. بعد ذلك تناول الكلمة السيد الازهر الهداوي المعتمد الاول الذي جدد الترحيب بكافة الضيوف وشكر مجهودات اسرة المجلة التي ما انفكت تبذل الجهد الكبير هدفها في ذلك رفع راية الاعلام الهادف والمسؤول والارتقاء به خدمة التنمية الشاملة وذكر باهمية الدور الذي تلعبه مرآة الوسط ليس في سيدي بوزيد فقط بل في كافة ربوع الوطن الجميل خاصة وأن مرآة الوسط قد اكتسبت محيطا متميزا واقلاما واعدة في حقل الصحافة وقال بانه سعيد لكونه من القراء الاوفياء لمجلة مرآة الوسط منذ زمن بعيد الشيء الذي اكسبها ترسخ تجربة اعلامية محترمة حققت لها العديد من النجاحات الكبرى لعل ابرزها تحولها من المحيط الخاص إلى المحيط العام واوصى في نهاية كلمته بضرورة التفاف الجميع حول هذه المجلة ومعاضدة مجهودات مديرها لما فيه الخير لسيدي بوزيد ولتونس الرهانات الكبرى وتمنى لكافة الضيوف الاقامة الطيبة في سيدي بوزيد المضيافة والمعطاء.
تكريم لعدد من الوجوه
بعد ذلك وقع تكريم نخبة من أصدقاء المجلة وكتابها وروادها حيث وقع تسليم الدرع التذكارية للثلاثينية لمجموعة من الضيوف على غرار الكاتب محفوظ الزعيبي بصفته اقدم متعاون مع المجلة والمراسل الجهوي عبد العزيز الهمامي المراسل الجهوي بالقيروان والاعلامي على المرزوقي ممثلا عن الاذاعة الجهوية بصفاقس وجائزة الابداع الثقافي لسنة 2010 للشاعر الشاب نجيب الهاني عن مجموعته الشعرية بعنوان «خارج أسوار الكلام» كذلك وقع تكريم الشاعر عبد السلام لصيلع والشاعرة آمال موسى والدكتور سعد برغل والاستاذ حاتم النقاطي والصحفي صالح السباعي بشها\د تقدير.
الاعلام الجهوي والعولمة
عند حديثه حول تطور المشهد الصحفي ودلالاته تحدث الدكتور سعد برغل من قطاع الاعلام في تونس الذي شهد تطورا ملحوظا من خلال ارتفاع عدد الصحفيين المحترفين من 639 سنة 1990 إلى 1021 صحفيا سنة 2006 وكذلك تطور عدد العناوين الوطنية من 252 عنوانا سنة 2004 إلى 303 عنونا سنة 2009 وهي تضم اليوم 10 صحف يومية و40 اسبوعية حيث أن عدد الصحف والمجلات الاجنبية الموزعة في تونس ما يقارب 1200 عنوانا بشبع لغات مختلفة ثم يتحدث المحاضر عن العلاقة الوطيدة بين تطور العدد ومكانة الصحافة في منظومة التنمية الشاملة حيث اصبحت الصحافة جزءا من النسيج العام القادر على المساهمة الواعية والمسؤولة في تحمل مسؤولية التنمية الاقتصادية او الاجتماعية او الثقافية كذلك تحدث الباحث عن اعلام القرب وتحديدا حول تاريخ ظهوره ووظائفه وكذلك تحدث عن عوائق اقامة توازن بين الاعلام والعولمة وختم مداخلته بالحدث عن مصادر التمويل ومصدر الخبر والمقتضيات التقنية ومعضلة التوزيع والدعم بواسطة الاستشهار.


الشباب وأخلاقيات التواصل الرقمي
الجلسة المسائية شهدت تقديم مداخلة علمية للدكتور حاتم النقاطي حول الشباب واخلاقيات التواصل الرقمي استعرض فيها بالخصوص ريادة بلادنا في مجال امتلاك التقنيات الرقمية الحديثة، مؤكدا على ضرورة أن يواكب امتلاك التقنيات الرقمية امتلاك قيم اخلاقية وحضارية تجعل من التواصل الرقمي أداة للتواصل وعدم الاضرار بالغير او هتك الحرمات والاسرار الشخصية.
قراءات شعرية مختلفة
الفقرة المسائية لليوم الأول للمهرجان تضمنت قراءات شعرية لمجموعة من التجارب المختلفة استهلتها الشاعرة آمال موسى أنثى الماء بقراءة الجديد والقديم من اشعارها حيث قالت :
عندما كنت صغيرة
كنت أنادي جميع الرجال اعمامي
والنساء خالاتي
وكانت تذيبني شمس الحياء
كلما داعبت الريح فستاني
من بعدها قرأ الشاعر عبد السلام لصيلع صديق المهرجان من مجموعته الشعرية الأخيرة بعنوان أموت على ارض الوطن فانشد زفرة مهداة إلى قافلة الحرية والى رجب الطيب اردوغان وغزة التي قال بشأنها سوف لن تموت.
حين ابحروا على أجنحة الإيمان
في قافلة الحرية المحفوفة بملائكة الرحمان
ابحرت معم قلوبنا...
فحركت أحلامنا واستيقظت أيامنا
حين سافروا... كانوا العصافير والحمام
كانوا المحبة والسلام
أما الشاعر الإعلامي عبد العزيز الهمامي فقد قرأ ما تيسر من قصيدة «الاوائل» فصدح بالقول:
هذي البلاد التي من اجلها اغتربوا
وفي محبتها باعوا الذي كسبوا
مروا على ماءها منة غير ما شربوا
صاغوا الربيع جميلا من اصابعهم
واسرجوا حلمنا لم يثنهم تعب
قم قرأ الأستاذ الشاعر محمود الغانمي من قصيدة المورسكيون بلا وطن فقال:
في قصر الحمراء انتفضت قبلات الحب
على شرفات القصر تراجع مد المجد
وذوي ولادة تبكي... لا زالت تبكي
ستظل تنادي يا.. أين الخيل العربية؟ ... أين؟
ومن بعده قرأ الشاعر الغربي المسلمي فابحر بنا عبر بحر البسيط من خلال قصيدة أهداها لغزة المحاصرة حيث قال:
ماذا أقول في غزة يوم تنتصر؟
ويعبق النصر فيها ريحه القمر؟
أكان منا من اهتزت جوانحه؟
أفتية حين جاؤوا رفحها عبروا؟
أطفالها قد طالعوا نحو مجدهم
وقادة الشرق من أطوالهم قصروا
وكذلك قرأت الشاعرة المربية مها دبش من مجموعاتها الشعرية البكر بعنوان شذى العمر فانشدت قائلة:
يتماهى حضورك في صحوتي
يتماهى في نشوتي...
يهز... يفتض غفوتي...
يعزف ألحانا أعشقها وعشقني
ها هو التيه يرشدك ويرشدني
فتبا للحن مائغ أنشدني
وخاتمة الأمسية الشعرية قرأ الزميل الشاعر الشافعي سليمي قصيدة مهداة إلى أسرة المجلة بمناسبة الاحتفالات بالثلاثينية كذلك قرأ الشاعر الشاب نجيب الهاني من مجموعته الشعرية بعنوان خارج أسوار الكلام.
 
مسابقات أدبية وجوائز تشجيعية

فعاليات اليوم الثاني للمهرجان تضمنت برمجة لقاء مفتوح مع الكاتب محفوظ الزعيبي حول تجربته في كتابة القصة الاجتماعية والرواية ثم أطلقت المسابقات الأدبية لفائدة الأدباء الشبان في مجالي القصة والشعر وذلك من خلال جلسة تولى تأطيرها كل من الكاتب محفوظ الزعيبي والشاعرين محمود الغانمي والغربي المسلميوشارك فيها كل من احمد عادل العيفة من قفصة وريم الهرابي من أولاد حفوز ونعيمة شويخة من المتلوي وعبد العزيز جرابة من قفصة وعبد القادر صغروني من سيدي بوزيد وغيرهم كثيرون حيث وقعت مناقشة انتاجات جيمع المشاركين من قبل لجنة المسابقات التي أسندت الشاب احمد عادل العيفة من قفصة الجائزة الأولى في مجال الشعر عن نصه بعنوان نافذة لغبار الوقت في حين تحصلت تعيمة شويخة من المتلوي على الجائزة الثانية في الشعر عن نصها اختيار وتحصل عبد العزيز جرابة من قفصة على الجائزة الثالثة في الشعر عن نصه بعنوان إليك يا جوءا مني في حين وقع حجب جائزة القصةة وفي خاتمة أشغال المهرجان تولى الشاعر الشافعي سليمي قراءة قصيدة طريفة مهداة إلى السيد محمود الحرشاني مدير المجلة بمناسبة حفل التوقيع الذي أقامه بمناسبة إصدار آخر ابداعاته الأدبية بعنوان فيض الوجدان وذلك بحضور جمع غفير من الأدباء المهتمين بالشأن الثقافي بسيدي بوزيد متمنين لمرآة الوسط المويد من النجاحات والتألق والذين ودعوا سيدي بوزيد وفي البال أحلى الذكريات على أمل العودة في دورات لاحقة ليؤسسوا من كل ما تبقى حلما انقى واشهى في حضرة المرآة الساطعة على مختلف جهات تونس الوطن الأخضر المعبأ باجمل باقات الياسمين وعطر الرياحين.
 
انطباعات المشاركين في المهرجان
مها دبش (شاعرة من سيدي بوزيد)
مهرجان مرآة الوسط في احتفالية الثلاثين كان بمثابة الكوكب الذي أطلق اقماراسطعت على ارض سيدي بوزيد وأنارت صباحاتها وأماسيها الدافئة... لمسنا دفئا ليس بغريب في مدينة أصحابها دافئين... شرف مرآة الوسط أن تكون تونس أسرتها الممتدة... صراحة ما احوجنا اليوم إلى مثل هذا الدفء العائلي.... اجل نحن في حاجة ماسة إلى الأسرة الممتدة والى كل البيوت الكبيرة التي تجمعنا.
احمد عادل العيفة (مشارك من قفصة)
في عددها الثلاثون جمعتنا مرآة الوسط من مختلف الجهات فتبادلنا التجارب والحوارات ومن مثل هذه الفرص استخرجنا المفاجات والاستفادات وفي خاتمة اللقاء عدنا على أمل اللقاء القادم في قادم الدورات محملين بأكاليل الزهر والعطر للقائمين على أشغال المهرجان هدفهم في ذلك تطوير المشهد الثقافي والإعلامي في مدينة يحلو فيها الفعل الثقافي على امتداد السنة.
نعيمة شويخة (مشاركة من المتلوي)
ماذا عساني أقول لمجلة مرآة الوسط في عيدها الثلاثين؟ فقط أقول شكرا لكل الساهرين على المهرجان لاتاحة الفرصة للتعارف وتبادل التجارب والاحتكاك بأسماء أدبية لامعة على الساحة الفكرية بالبلاد التونسية.. هنيئا لسيدي بوزيد بمثل هذه النجاحات الأدبية المتألقة وخاصة بإحتضانها لمجلة مرآة الوسط التي تعمل من موقعها جاهدة لخدمة الإعلام الوطني الوجهوي.
[center]