المرأة العربية ككل شريك مساو للرجل
بقلم : رضا سالم الصامت
إن مشاركة المرأة العربية في الحياة اليومية جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل يعد إنجازا عمليا أكثر فعالية في التنمية بصفتها شريكة متساوية مع الرجل. وينبع هذا التركيز على العنصر النسوي من ملاحظة مفادها أنه : لن يتأتى لنا مكافحة الفقر بصفة أكثر فعالة إذا لم نحاول جاهدين بأن نستجيب لحاجيات ومصاعب الفقراء الذين معظمهم من النساء.
فالخطر بالنسبة للأشخاص الذين يتوفرون على قدرة محدودة في مجال القراءة بأن يسقطوا في عالم الأمية بسبب انعدام معدات القراءة الملائمة. و بالتالي يضيعون في متاهات الحياة و يسلكون طريق الرداءة ...
و الخطر أيضا يكمن في أن يظل الخطاب الموجه لفائدة التنمية حبرا على ورق إذا لم نقترحه في صيغة قابلة للولوج مباشرة للفئة المستهدفة التي معظمها من ذوي القدرة المحدودة على القراءة.
و توعية المرأة في عدم استغلال الخادمات الشابات في المدن الكبرى، والتقسيم العادل للمهام المنزلية ضمن أفراد الأسرة، و التشجيع على ممارسة الرياضة و هو ما يحقق للعائلة النجاح و السعادة و التفاهم.
إن التمييز بين الجنسين موجود في أذهان الرجال شأنهم في ذلك شأن النساء. وتظهر المقاربة المبنية على عدم التمييز بين الجنسين كوسيلة ملائمة للقضاء على هذا التمييز وتقليص العراقيل التي تحول دون انخراطه في مسلسل التنمية. ويتمخض عن الإحساس غير المبني على التمييز بين الجنسين احترام بين الأشخاص أيا كان جنسهم.
فالمرأة كفرد أساسي من أفراد الأسرة، وشريك مساو للرجل هي كائن بشري بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، غني بطاقاته وقادرة تماما على تنظيم الأسرة التنظيم المحكم و تنشئتها التنشئة السليمة . .
فأهمية تنظيم الأسرة العربية، ونماذج الأدوار الإيجابية بالنسبة للنساء،
و الأحكام المسبقة ضد المرضى بسبب الجهل والخرافات القروية و غيرها يتطلب جهودا كبيرة في هذا المجال . المرأة اليوم تعيش في مجتمع حضاري متطور وعليها الحفاظ على الموروث من
عادات وتقاليد الآباء و الأجداد ، والآن أصبح دور الأسرة عموماً والمرأة خاصة إثبات ذاتها أولاً وتوفير الاحتياجات المادية للأسرة ثانياً.
فالارتقاء بالمجتمع هو أولاً وأخيراً ارتقاء بالمرأة والرجل معاً حتى لا نعيش في مجتمع أعرج، والارتقاء بالإنسان يأتي بالتسلح بالثقافة والوعي والعلم، ولا ننتظر من الآخر والذي يلح علينا لتغيير ملامح الحياة المدنية العربية وقبول منهجيته في الإصلاح والحريات، الإصلاح يأتي من داخلنا وقناعاتنا ولا يفرض علينا.و المرأة قادرة على تأهيل أبنائها وتكوين شخصيتهم، ودورها تجاه المجتمع العربي كان و ما يزال ايجابيا ....
إذن ، فهل آن الأوان أن تستعيد المرأة العربية حقوقها و شرعيتها كفرد صالح في مجتمعنا العربي و الإسلامي صاحبات الكفاءة والشهادات العلمية واللاتي لهن دور بارز في التنمية ؟.. خاصة و إنها تعتبر شريكا مساو للرجل.