المفكر والكاتب البحريني محمد جابر الانصاري يتحدث عن العوائق التي تحول دون تطوير المجتمعات العربية
خاص بأصدقاء مرآة الوسط
نشرت مجلة مرآة الوسط التونسية في احد اعدادها الاخيرة حديثا مطولا مع المفكر والباحث البحريني محمد جابر الانصاري، أجراه معه مدير المجلة محمود الحرشاني، وتناول هذا الحديث جملة من المسائل تتصل بدور المثقف العربي في الظرف أمام ما تواجهه الامة العربية من تحديات والعوائق التي تحول دون تطوير المجتمع العربي والمشروع التربوي في الوطن العربي وقدرته على صنع عقول عربية متسلحة بالفكر على تجاوز السائد ورسالة الاعلام في المجتمع الحديث. وقال الأستاذ محمد جابر الانصاري في هذا الحديث أن اهم دور يجب أن يقوم به المثقف العربي اليوم هو الدور المعرفي ملاحظا انه يمكن تسمية المرحلة الحالية بمرحلة ثورة العلوم الاجتماعية ذلك أن المنحى الاجتماعي كان أضعف المناحي إلى ما قبل هزيمة 1967 حيث كانت الغلبة للجانب الايديولوجي والجانب الذاتي والجانب الشعري والجانب الأدبي والذي كان غائبا في الثقافة العربية هو التفكير الاجتماعي الرصين الذي يدرس خصوصية المجتمع العربي.
وبخصوص رأيه في العوائق التي تحول دون تطور المجتمع العربي، لاحظ أن عديد المجتمعات العربية مازالت إلى حد الان مكبلة بعقلية القبيلة والحكم القبلي حيث القبيلة قوة فاعلة في هذه الدول مؤكدا أن الخطاب العربي السائد لا يسمي الاشياء بمسمياتها الحقيقية فنحن نتكلم عن الوحدة العربية وهو تصور نبيل ولكن في نفس الوقت هناك عوامل عديدة تشتغل ضد هذه الوحدة في الواقع العربي مؤكدا على ضرورة ترك الايديولوجيات جانبا وتطوير الامكانيات الذاتية.
وفي ما يتصل بتطوير المشروع التربوي بين الباحث البحريني أن النظم التعليمية مهمة للغاية وهي تشكل إحدى الاولويات لصياغة عقل عربي جديد، داعيا إلى ضرورة صياغة مشروع تربوي كفيل بان ينهض بالعقل العربي، ومؤكد انه من الخطر أن نقيم مشاريع تربوية في الوطن العربي ترفض التفتح على الآخر.
وبخصوص دور الاعلام والفضائيات اكد الدكتور محمد جابر الانصاري على الدور الحيوي الذي يضطلع به الاعلام في مسألة تحقيق النهضة العربية المنشودة والدفاع عن القيم العربية، مبرزا أهمية الاعلام الفضائي ولكنه حذر في نفس الوقت من ضرورة عدم تمييع رسالة هذه القنوات الفضائية وتفريغها من محتواها. فالقنوات التلفزية ليست فيترينات لعرض الوجه الحسن وتغطية الوجه القبيح، وقد نشر الصحفي محمود الحرشاني محتوى من الحديث إلى جانب مجموعة من الاحاديث الاخرى مع مفكرين عرب في كتابه الصادر حديثا بعنوان البحث عن فكرة.