المصافحة الرمضانية 21
الثلاثاء 21 رمضان 1431 هجري 31 أوت أغسطس 2010 ميلادي
حل علينا شهر الصيام وبما أنه شهر كريم أردنا من خلال صيامنا و قيامنا أن نصافحكم مصافحة يومية نرجو أن تنال قبولكم و متابعتكم ….. إن هذا الشهر هو شهر رمضان نهارُهُ مصونٌ بالصيام، وليلُهُ معمورٌ بالقيام، هبَّت فيه رياحُ الأنسِ بالله ، وجَادَتْ الأنفسُ بما عندها نحو الله . فبَارَك الله لنا ولكم في رمضان ، وأدخله الله علينا وعليكم وعلى الأمّة الإسلامية جميعا باليمن والخير والبركات ، وفقنا الله وإياكم وعوائلكم لصيامه وقيامه إيمانا واحتسابا إنّه سميع قريب مجيب الدعوات ..
بسم الله الرحمان الرحيم
* { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
سورة البقرة * صدق الله العظيم
الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان 2
الأفضل الاعتكاف في رمضان في العشر الأواخر، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم ينقل أنه صلى الله عليه وسلم اعتكف في غير رمضان، إلا قضاءً لما اعتكف في شوال، ولا دليل على أفضلية الاعتكاف في غير رمضان لا من قول، ولا من فعل، والرسول صلى الله عليه وسلم أفتى عمر رضي الله عنه أن يعتكف في غير رمضان وفاءً بنذره لا أنه شَرْعٌ عام لكل الأمة
ويجوز للإنسان أن يبطل اعتكافه ويخرج منه بدون عذر، ولا إثم عليه ، لأن الاعتكاف سنة ، والسنة يجوز تركها ، لكن الأفضل إتمامه إذا لم يكن هناك عذر لقطعه ، تحصيلاً للفضيلة ، وإظهاراً للرغبة في الطاعة وأما مكانه : فهو المسجد، وهو عام في كل مسجد، لقوله تعالى: " وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ وهذا لفظ عام، فمن خصصه بمسجد معين فعليه الدليل
قال القرطبي: "أجمع العلماء على أن الاعتكاف لا يكون إلا في المسجدَّ َ وذلك لأن الاعتكاف في غيره يفضي إما إلى ترك الجماعة، والجماعة واجبة، والواجب لا يُترك للمندوب، أو يفضي إلى تكرار الخروج إليها كثيراً مع إمكان التحرّز منه بالاعتكاف في مسجد جماعة، والخروج منافٍ للاعتكاف الذي هو لزوم المسجد لعبادة الله تعالى
ويجوز للمعتكف الخروج من معتكفه والتنقل في أنحاء المسجد ، والخروج إلى ساحته ورحبته المحوطة بسوره ، لعموم قوله تعالى ( وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)(البقرة: من الآية187) و ( في ) للظرفية ، فتشمل جميع المسجد
و أما وقت دخول مكان الاعتكاف فإن المعتكف يدخل قبل غروب الشمس ليلة إحدى وعشرين ، لحديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: «...مَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَليَعْتَكِفِ العَشْرَ الأَوَاخِرَ، وَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ الليلةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا...»الحديث ويؤيد ذلك أن من مقاصد الاعتكاف في العشر الأواخر التماس ليلة القدر، وهي ترجي في أوتار العشر، وأولها ليلة إحدى وعشرين وأما وقت خروج المعتكف في العشر الأواخر فاستحب كثير من أهل العلم أن يكون خروجه من معتكفه عند خروجه لصلاة العيد، لكي يصل عبادة بعبادة والقول الثانِي: أنه يخرج إذا غربت الشمس ليلة العيد، لأن العشر تنتهي بانتهاء الشهر، والشهر ينتهي بغروب الشمس من ليلة العيد وهذا هو الأظهر -إن شاء الله- لقوة مأخذه
والله أعلم
للأمانة
إعداد :عبد الله بن صالح الفوزان
يا رب نورنا بالشهر الكريم، و ثبت أجرنا و زدنا من النعيم ، فلك الحمد و الشكر اللهم أميـــن
إلى اللقاء مع مصافحة جديدة من مصافحات رمضانية 1431 هجري 2010 ميلادية مع أجمل التحيات