حكاية من هذا الزمان
مصادفة في مصرف تجمع أما مع ابتها بعد ربع قرن من الفراق
شاءت المصادفة أن تلتقي امرأة تونسية بامها العراقية بعد أكثر من ربع قرن من فرقهما القسري. والتقت ذكرى الصادق السالمي (32 عاما) بامها وجدان فرعون الخطيب في باجة عند المصرف وسط العاصمة التونسية.
ودفع الانتظار في صالة المصرف إلى تبادل الحديث بين المرأتين مما فتح باب الذكريات وسرعان ما تعرفت الام على ابنتها بعد فراقها في سن ثلاث سنوات.
وانفصل الصادق السالمي عن زوجته العراقية وجدان الخطيب بينما كانت ابنتها الوحيدة في عمر ثلاث أعوام وأرغم السالمي طليقته الخطيب على العودة إلى العراق بعد أن اصطحبها في زيارة إلى تونس شتاء عام 1971 مصرا على الاحتفاظ بابنته.
وانقطعت السبل بين البنت وأمها منذ ذلك الوقت ومن دون أن يسمح الاب لابنته أن تعرف الشيء الكثير عن امها العراقية.
واستغرب زبائن المصرف مواقف السيدة العراقية وهي تحضن ابنتها بعد حديث دار بينهما وتجهش بالبكاء. وتعمل وجدان الخطيب في حقل التدريس بالعاصمة الليبية طرابلس منذ ثلاثة أعوام وتزور تونس سنويا لتستلم مستحقاتها المالية من المصارف التونسية حيث لا تسمح السلطات الليبية بفتح حساب بالعملة الصعبة للعمالة الاجنبية.
وقالت ذكرى السالمي بانها لا تتذكر الشيء الكثير عن أمها وهي لم ترها منذ 1971، سوى حديث والدها المنقطع عنها واضافت السالمي التي انهت دراستها في احد المعاهد الادارية وتعمل سكرتيرة في مكتب سياحي؛ تعرف والدي على امي أثناء دراسته في كلية الحقوق في بغداد وتزوجا بعد سنة من تخرجهما معا.
وقالت: أبي بدأ يعمل في العراق بضع سنوات الا أن خلافا ما حدث بينه وبين جدي لامي دفعه لطلاقها. واستغل الاب زيارته لتونس ليرغم زوجته على الطلاق ويحتفظ بابنته منذ ذلك الوقت وقالت ذكرى أن ابي يحمل الكثير من الذكريات الجميلة عن امي وغالبا ما كان يذكرها بكل خير مع انه منع عني أي فرصة للاتصال بها.
وحصلت وجدان الخطيب على عقد عمل في حقل التدريس في ليبيا في محاولة للبحث عن ابنتها. وزارت من قبل تونس ثلاث مرات خلال العطل المدرسية من دون أن تستطيع معرفة مكان ابنتها. وانهت الخطيب عقد عملها ،وجاءت إلى تونس على امل العودة إلى بلدها بعد يومين الا أن الاقدار ارادت أن تجمعها بابنتها الوحيدة.
نشر هذاا المقال بالعدد 112 من مجلة مرآة الوسط – ديسمبر 2000
نقلا عن جريدة الزمان الدولية