كلمة صريحة لقائد السبسي في الحكومة المؤقتة التونسية
بقلم الكاتب الصحفي : رضا سالم الصامت
في كلمة ظهر فيها قائد السبسي الوزير الأول في الحكومة التونسية المؤقتة من قصر الحكومة بالقصبة تناول فيها بالخصوص الوضع الأمني في البلاد, إلى جانب تطرقه إلى السياسة العامة المنتهجة من طرف الحكومة الانتقالية ، حيث أكد على ضرورة "حماية الثورة المظفرة التي أطاحت بنظام بن علي القمعي في 14 يناير 2011 " و التصدي لكل المحاولات التي تستهدفها بهدف المحافظة على مكاسب البلاد و تحقيق اللحمة الوطنية و نبذ العنف و الابتعاد عن أساليب الفتنة و التناحر و القيل و القال و الشتم و التطاول على رجال الدولة خاصة . مبينا أن الحكومة المؤقتة ستواصل عملها
و دورها لأنها مع الشعب و من الشعب و أنها حكومة تصريف أعمال . هناك تحسينات حصلت مثل الزيادة في الأجور و لكن هناك أيضا مصاعب تعترض المواطنين خاصة غلاء المعيشة في رمضان و قبول اللاجئين الليبيين بسبب الحرب الدائرة في ليبيا .
و أكد الوزير الأول المؤقت أن الحكومة ستواصل مساعيها و تقبل بصدر رحب كل الآراء الموضوعية و المقترحات التي لا بد من مناقشتها فالانتقال الديمقراطي ليس بالأمر الهين ، لا بد من وقت و طول نفس لمعالجة المشاكل العالقة و اخذ قرارات مناسبة من أجل إيجاد حلول ملائمة ترضي الجميع .
كذلك أفاد قائد السبسي بأن الحكومة المؤقتة التونسية ستواصل أيضا دورها غالى موعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ليوم 23 أكتوبر 2011، لكنه أشار أن هناك أطراف سياسية هدفها إفشال هذه العملية الانتخابية .
و أوضح السيد الوزير الأول المؤقت أن حكومته عملت على تطويق أي اعتصام و إضرابات لا فائدة ترجى منها ، رغم عدم شرعيتها و قانونيتها ، والتي أثرت في مختلف القطاعات الحساسة و الحيوية بالبلاد .
و في الكلمة تعرض سيادته إلى تعمد بعض الأحزاب اللغة المزدوجة في مواقفها و أن تهتم بالانتخابات و بعلوية القانون و التنديد بأحداث الشغب وإحداث البلبلة و الاحتجاجات التي لا يمكن أن نجني منها أي خير .
كما دعا أيضا وسائل الإعلام إلى أن تعي أهمية الدور الموكول إليها خاصة في هذا الظرف و توعية الموطنين و ان استتباب الأمن هو من مسؤولية جميع التونسيين و عدم بث الإشاعات و إحداث الفتن ...
فالثورة التونسية قامت من أجل القضاء على الفساد و الديكتاتورية و هي ثورة مشرفة صفقت لها كل شعوب العالم و باركتها .
هذا و ذكر القائد السبسي بأهمية المحافظة على مكاسب ثورة 14 يناير، و الشعب التونسي مثلما نجح في الإطاحة بنظام بن علي قادر على حماية مكتسبات الثورة ، و قد أعطوا مثالا رائعا عندما تعاونوا مع الجيش التونسي و الأمن و إنجاح امتحانات الباكلوريا في يونيو الماضي فكانوا بحق في مقدمة المدافعين تونس .
و في ختام كلمته الصريحة دعا قائد السبسي كل الأطراف إلى الوقوف ضد كل من تسول له نفسه المس من سمعة تونس ،مؤكدا في الآن نفسه تعهد كل أعضاء الحكومة المؤقتة بعدم الترشح للمجلس الوطنى التاسيسي ، ملتزما أمام الشعب بالتخلي عن مهامها ريثما يقع انتخاب المجلس بطريقة شرعية و ديمقراطية .
* رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار إعلامي لوكالة " واد" الإخبارية الدولية بعمان الأردن مكتب تمثيلها تونس