الزعماء العرب المغضوب عليهم
بقلم الكاتب الصحفي : رضا سالم الصامت
شعب ليبيا يواجه هجمات شرسة من طرف كتائب القذافي ، و هو الشعب الطيب الذي خرج الى الشارع محتجا على النظام ، مطالبا سلميا وضع حد لحكم جائر للعقيد القذافي .
لكن القذافي شدد على بقائه في ليبيا ”حيا أو ميتا” بل تحدى شعبه و هددهم بتطهير ليبيا " زنقة زنقة دار دار حوش حوش " و وصفهم بالجرذان بقوله : من أنتم؟ زد على ذلك وصفهم بالإرهابيين .
و برغم المساعي الدبلوماسية فان الزعيم الليبي معمر القذافي وأفراد أسرته يمكن أن يبقوا في ليبيا في إطار اتفاق سياسي لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر، بشرط التنازل عن السلطة”. كما أقرت الولايات المتحدة بصعوبة القضاء على القذافي، واصفة المشهد الليبي بالمأزق.
و في سوريا نفس الشيء تقريبا ، حيث يعمد النظام السوري على قمع المتظاهرين من طرف ما يسمون بالشبيحة .
و الشباب السوري يسقط أمام الآلة العسكرية المدمرة، و يتزايد عدد الموتي يوما بعد يوم بهدف القضاء على موجة الاحتجاجات هذه، و بهدف ضمان بقاء الأسد في الحكم رغم أنف الجميع ووسط انتقادات المجتمع الدولي و خاصة الولايات المتحدة و تركيا و الأمم المتحدة ..
من جهته لم يبتعد الرئيس اليمني على عبد الله صالح عن إصرار القذافي والأسد في البقاء في الحكم، لكنه بدأ يلجأ إلى الأسلوب الأقوى في الحروب وهو ” التجويع” من خلال العزف على أوتار البطون الخاوية لدفعها للرضوخ لإصراره على البقاء. وإن كانت وسائل الإعلام لا تستطع نقل الكثير من التفاصيل ” الحقيقية ” حول ما يدور في ليبيا و اليمن و سوريا ، فان شعوب هذه البلدان ضاقوا ذرعا بزعمائهم و يطالبونهم بالرحيل فورا و وضع حد لحقن المزيد من دماء الأبرياء ..و هي مطالب شرعية بين قوسين .
و لكن ، لسائل أن يسأل إلى متى سيظل الوضع هكذا ؟ و إلى أين تتجه سوريا في ظل إصرار الأسد على البقاء في الحكم وسط صمت عربي و دولي على ما يحدث في كل مناطق و مدن سوريا من تقتيل و مداهمات و اعتقالات
على أيدي قوات الأمن وسط مخاوف من وقوع حرب طائفية تأتي على الأخضر و اليابس ؟؟؟؟
بالنسبة لعلي عبد الله صالح الرئيس اليمني، هو أيضا مصر على البقاء في الحكم معتمدا على الدستور الذي يمنح الرئيس علي عبدالله الحق بالبقاء في الحكم حتى 2013...
هذا حال الزعماء العرب المغضوب عليهم ....
* رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار اعلامي لوكالة " واد" الاخبارية الدولية بعمان الأردن " مكتب تمثيلها تونس "