في العدد الجديد من مرآة الوسط التونسية
أخطار العولمة المتوحشة على ثقافات الشعوب الصغرى وحوارات مع سعدي يوسف وكاميرا دافليتو
تونس/ خاص : من شمس أمان
اشتمل العدد الجديد من مجلة مرآة الوسط التونسية التي يرأس تحريرها الكاتب الصحفي محمود الحرشاني، وهو عدد خاص بشهر مارس 2007 ويحمل الرقم 158 على العديد من الموضوعات الثقافية والأدبية والحوارات الصحفية فضلا عن التقارير والمتابعات الصحفية وفي هذا العدد، كتب الدكتور الازهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا مقالا مطولا حول خطر العولمة المتوحشة على ثقافات الشعوب الصغرى، كما حاورت المجلة الشاعر العراقي سعدي يوسف والمستعربة الايطالية كاميرا دافليتو حول ترجمة الأدب العربي إلى الايطالية.
ونشرت قصصا واشعارا لمحفوظ الزعيبي (عزيزة زيتون) وسلوى بن رحومة ومحمد العايش القوتي.
أما في باب المقالات، فنجد مقالات علمية وأدبية باقلام الحبيب الهدار ومحمود الحرشاني ومحمد الطاهر نصري وجعفر الاكحل وحاتم النقاطي... ولا يخلو هذا العدد الجديد من مجلة مرآة الوسط من اخبار أهل الفن وقراءات في احدث الكتب التونسية والعربية.
أخطار العولمة المتوحشة على ثقافات الشعوب الصغرى:
في مقال يمسح أكثر من ثلاث صفحات تحدث الدكتور الازهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن اخطار العولمة المتوحشة على ثقافات الشعوب الصغرى، وخصوصا ما يتصل منها بتذويب الهوية الوطنية والتراث المحلي. فقال الدكتور بوعوني إن علاقة الهوية بالتراث وتعايشهما مسائل اصبحت اليوم تطرح بحدة وأضحت مسائل آنية محرقة في ظل ما يسمى بالعولمة أو الكونية وما يفترض أن تقتضيه هذه أو تلك من الغاء للهوية المحلية المتأصلة في تراث معلوم ومن صهر لها في كل جامع يمكن أن نسميته افتراضا الهوية الكونية وما يترتب عنها من تجاوز للخصوصيات المميزة للهوية (الجزئية أو المحلية) موضحا المسألة قائلا الحقيقة أن طرح هذه القضايا إن كان اليوم جاء فهو ليس جديدا مثلما يزعم الكثيرون، ومرد الجدل القائم اليوم والنقاشات الجارية في هذا المضمار هو ما عرفه العالم من تغيرات وتبدلات متسارعة خلال العقود الخمس الأخيرة مضيفا قوله الأمر حصل دقيقة واحدة، وانتشر انتشارا مذهلا بسرعته وقدرته على التوغل والنفاذ ومن فضل الخطاب أن تقول أن صيرورة العولمة والكونية أكثر تعقيدا.
وأكد كاتب المقال أن الأمر ازداد حدة بعد سقوط عديد الايديولوجيات ومع التخلي عن الشيوعية في هذا الشرق المعلوم اصبحت الرأسمالية اطارا جامعا موحدا بين الشرق والغرب. وقاعدة وحيدة لتنظيم اقتصاديا الثنائي الذي انصهر في واحد.
وبين كاتب المقال الذي هو في الأصل محاضرة كان القاها الوزير في افتتاح ملتقى علمي نظمته جمعية ابو جعفر القمودي بسيدي بوزيد حول التراث والهوية وأخطار العولمة أن من نتائج هذا الوضع أن أصبح التقييم التقليدي على ثنائيات شمال وجنوب / شرق وغرب اقل حدة مما جعل بالقول والاستنتاج أن مشاكل العالم وقيمه واحدة أو تكاد ولا اختلاف بين مشكلات جنوب شرق اسيا ومشكلات ومشكلات افريقيا وامريكا الجنوبية... وفي جانب كبير من المقال تطرق الكاتب إلى اخطار العولمة وما تتصف به من وحشية وآثارها السلبية على طمس الهويات الصغيرة والثقافات المحلية ما ل\م تتمسك هذه الشعوب باحياء تراثها في مواجهة الغزو الكاسح للعولمة.
سعدي يوسف في حوار شامل
الشاعر العراقي سعدي يوسف التقته مرآة الوسط في حوار شامل وحاورته مريم كافية وقال سعدي يوسف في هذا الحوار إن النص الشعري عموما هو نتيجة اختمار طويل جدا وبطيئ ومعقد سيكولوجيا وفزيولوجيا وبعد أن تنضج كل هذه العوامل تأتني القصيدة ولذلك فان لحظة الكتابة في حد ذاتها لا تبدو عسيرة وعن رأيه في برمجة شعره ضمن البرنامج الدراسي لطلبة الآداب بالقيروان قال الشاعر انه سعيد بذلك وشعر بالاطمئنان بعد سماعه بالخبر على أن ما كتبه سيظل حيا لا فقط في ذاكرة الجمهور والنخب وإنما في المؤسسة الدراسية وهي الأهم.
ترجمة الأدب العربي إلى الايطالية
الحوار الثاني المهم في هذا العدد أجراه محمود الحرشاني مع المستعربة الايطالية دافليتو حول ترجمة الأدب العربي إلى الايطالية وقالت الضيفة أنها ترجمت عدة أعمال إلى اللغة الايطالية مثل رواية شرق المتوسط لعبد الرحمان المنيف ويا بنت الاسكندرية لادوارد خراط والشراع والعاصفة لحنا مينا وقالت أنها تحلم بترجمة أغاني الحياة للشابي ولكن تعوزها الإمكانيات وطالبت الحكومات العربية بالتعاون مع المكتبات والمراكز والهيئات التي تقوم بمبادرات في هذا المجال لترجمة الأدب العربي إلى اللغة الايطالية.
كتابان في العدد
في باب تقديم الكتب الجديدة نجد تقديما ضافيا للكتاب الصادر أخيرا بعنوان في تاريخ افريقيا الحديث والمعاصر كما قدم حاتم النقاطي قراءة في كتاب البحث عن فكرة لمؤلفه محمود الحرشاني وقال عنه أي الكتاب إنه كتاب يجمع بين المقال الصحفي والرغبة في الاضافة الأدبية ويتميز بحرارة السؤال وصدق الطرح في حوارات الكاتب مع ضيوفه امثال الشاذلي القليبي، الطيب صالح، نور الشريف، فدوى طوقان وغيرهم...
مجلة تأخذك إلى المستقبل
المقال الافتتاحي لهذا العدد كتبه رئيس التحرير محمود الحرشاني وجاء تحت عنوان مجلة تأخذك إلى المستقبل جاء فيه بالخصوص نحن نعتقد أن الرسالة التي تضطلع بها الصحافة بالمجتمع في زمن تعددت فيه الفضائيات على كل لون وشكل وفي زمن اصبحت فيه هناك فضائيات متخصصة في نشر السموم التي تعطل حركة الفكر والإبداع ونشر الشعوذة وتبليد العقل وتسطيح الفكر لابد أن يعاد للصحافة المكتوبة صولجانها لتقود القافلة نحو شواطئ الغد مضيفا قوله إننا نأسس لمستقبل من خلال الدعوة الدائمة إلى التفكير العقلاني الرصين والى نبذ التطرف والاعتزاز بقيم الاعتدال والتسامح وغرس الثقة في نفوس الشباب في حاضرهم ومستقبلهم.
مقالات متنوعة
واحتوى العدد أيضا على جملة من المقالات المتنوعة في الثقافة والسياسة والفن وأشعار وقصص وخواطر أدبية وتراجم لأعلام من تونس.
ويمكن التواصل مع المجلة عبر عنوانها البريدي : ص ب 48 سيدي بوزيد – الجمهورية التونسية أو الايمايل:
miraatalwasat@yahoo.fr