في إطار مهرجان مرآة الوسط الثقافي والأدبي
مجلس أدبي حول الرواية الواقعية في تونس
تجربة الروائي التونسي عبد القادر بلحاج نصر نـموذجا.
في إطار فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمهرجان مرآة الوسط الثقافي و الأدبي انتظم مجلس أدبي حول الرواية الواقعية في تونس – تجربة الروائي التونسي عبد القادر بلحاج نصر نموذجا، وقد ساهم في هذا المجلس الأساتذة عبد الرزاق الحمامي الأستاذ بكلية الآدب منوبة، والناقد الأدبي رياض خليف والكاتب التونسي محفوظ الزعيبي وتولى إدارة اتصال المجلس الكاتب محمود الحرشاني وذلك بحضور الروائي عبد القادر بلحاج نصر، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي.
وفي بداية أشغال المجلس بيّن الكاتب محمود الحرشاني تجربة الروائي عبد القادر بلحاج نصر في مجال الكتابة الروائية الواقعية تعد تجربة رائدة ومتميزة بالمقارنة مع تجارب أخرى وطنية وعربية مذكرا بأهم اسهامات هذا الكاتب في مجال كتابة الرواية الواقعية خصوصا خلال السنوات الأخيرة باصداره لروايات شدت انتباه الناس مثل «جنان بنت الري» و«مقهى الفن» و«وساحة الطرميل» و«قنديل باب المدينة» وكذلك روايته الأولى «الزيتون لا يموت» ثم أوضح انه لو توفرت للكاتب عبد القادر بلحاج نصر ما توفر لغيره من كتاب الشرق من آلة إعلامية تسنده لكان عبد القادر بلحاج نصر في عداد كتاب الرواية العالميين ، بعد ذلك قدم الكاتب عبد الرواق الحمامي قراءة في رواية «ساحة الطرميل» لعبد القادر بلحاج نصر، التي اعتبرها رواية تنهل من معين الواقع، بدءا من عنوانها الذي يحيل على مكان مشهور في مدينة قفصة ومرورا بإحداثها وشخوصها .حيث تعرض إلى ما تعيشه الأمة العربية من تحولات خصوصا بعد سقوط بغداد وما كان لها من تأثير سلبي على نفسية الناس «حيث بكى الرجال وبكت النساء.. وفاض وادي بياش...»
أما رياض خليف فقد قدم قراءة في آخر روايات عبد القادر بلحاج نصر «جنان بنت الري» التي عاد فيها الكاتب إلى التاريخ ليستنهض شخوصه وأحداثه، انطلاقا من جملة من الوقائع التي عرفتها تونس في عهد المشير احمد باي وما تعرض له الشعب من عسف وظلم وانتهاك للخزانة واعتداء على حرمات الناس من قبل بعض المقربين... رغم النفس الإصلاحي الذي كان يحدو المشير.
وعقّــب على المتداخلين الكاتب محفوظ الزعيبي الذي تعرض إلى مميزات النص الروائي عند عبد القادر بلحاج نصر... حيث انه يستلهم الواقع بجرأة الفنان وشجاعة المبدع، وشارك في النقاش عدد من الكتاب مثل عادل الجريدي وابراهيم بن سلطان وفضيلة مسعي ....
واختتم هذا المجلس عبد القادر بلحاج نصر الذي عبّر عن سعادته بدراسة تجربته في مجال كتابة الرواية الواقعية في هذا المجلس الأدبي مؤكدا انه انتصر دائما للواقع ولمشاغل الناس يستلهمها في أعماله الروائية.
ولاحظ أن ما يعوق الرواية التونسية هو التعريف بـها خارج الحدود... ملاحظا أن عودته إلى التاريخ في بعض رواياته الأخيرة ليست هروبا من الواقع، بكل تناقضاته بقدر ما هو حرص على استلهام أحداث الماضي لأنه جزء من ذاكرتنا وتاريخنا.
متوجها بالشكر إلى مجلة مرآة الوسط على احتفائها بتجربته في مجال كتابة الرواية الواقعية.
أبو أسامة