في حديث لبرنامج " سهرة مع الكتاب " بإذاعة المنستير
الكاتب محمود الحرشاني يتحدث عن خفايا كتابه جوئز أدبية في الوطن العربي
سيدي بوزيد. قمودة براس
استضاف برنامج " سهرة مع الكتاب " بإذاعة المنستير الذي يقدمه الأستاذ الجامعي الدكتور محمد البدوي والمنشطة ربح عبداللاوي في حصة يوم الاربعاء 13 فيفري 2008 الكاتب والصحفي محمود الحرشاني للحديث عن كتابه الجديد " جوائز أدبية في الوطن العربي" وفيما يلي نقل لهذا الحديث الذي أجراه منتجا البرنامج مع الكاتب.
محمد البدوي :
أستاذ محمود نرحب بك في برنامج " سهرة مع الكتاب " ونحن سعداء باستضافتك مرة أخرى، في هذا البرنامج وفي إذاعة المنستير، كتابك الجديد "جوائز أدبية في الوطن العربي" الصادر حديثا هو في الأصل برنامج إذاعي، نود أن نسألك، كيف يتحول برنامج إذاعي إلى كتاب ؟
محمود الحرشاني :
شكرا لك دكتور محمد وشكرا أيضا للصديقة والزميلة ربح عبداللاوي وتحية إلى كل مستمعي إذاعة المنستير الحبيبة التي تهتم كثيرا بالثقافة. كتاب جوائز أدبية في الوطن العربي هو في الأصل كما تفضلتما برنامج إذاعي أنتجته منذ ثلاث سنوات بإذاعة صفاقس، وكان حاضرا في ذهني وأنا أكتب حلقات البرنامج هاجس تحويله فيما بعد إلى كتاب، لذلك حرصت على كتابة كل الحلقات كتابة كاملة ولم أعتمد أسلوب الارتجال أو الاختصار على بعض الجذاذات للانطلاق منها في التعريف بالجائزة، وإنما كنت حريصا على كتابة الحلقة الخاصة بكل جائزة كتابة كاملة، حيث تجمعت لدي المادة الكافية، وعندما قررت إصدار الحلقات في كتاب ليكون وثيقة مكتوبة لم أجد صعوبة كبيرة وتتطلب الأمر مراجعة بسيطة فقط.
ربح عبداللاوي :
أستاذ محمود، نود أن نسأل عن المراجع المعتمدة في كتابة حلقات الكتاب، ما هي المراجع التي اعتمدتها ؟
محمود الحرشاني :
الحقيقة أنني انطلقت في كتابة حلقات البرنامج من خلفية الحرص على ضرورة تقديم ما يمكن من المعلومات الضرورية حول هذه الجوائز الأدبية التي يكاد المستمع يجهل الكثير منها أن لم يكن يجهل كل شيء.
ومن خلال عملي في الصحافة كنت حريصا على الاحتفاظ بكل معلومة تعترضني وتخص الجوائز الأدبية كما أن حضوري في مواكب توزيع هذه الجوائز بدعوات من هيئاتها في عواصم عربية سهل علي جمع المعطيات المتعلقة بكل جائزة وهو ما أعانني على كتابة حلقات البرنامج في البداية ثم الكتاب فيما بعد.
ربح عبداللاوي :
من حيث المنهجية، نلاحظ تداخلا في الترتيب والتبويب، فهل تم اعتماد مبدأ فيه الجائزة المادية وتسبيقها على أخرى. حيث كان من الأفضل أن يتم الحديث عن الجوائز العربية أولا ثم الجوائز التونسية ؟
محمود الحرشاني :
أشكرك جدا على هذه الملاحظة الرشيقة ولكن أنا حافظت في التبويب المعتمد من الكتاب على طريقة تسلسل حلقات البرنامج عندما كان يقدم في شكل برنامج إذاعي. بحيث كان الحرص على ضمان التنويع بين الجوائز، حتى لا يشعر المستمع بالملل. وبكل صراحة لا أخفي الجانب المادية وقيمة الجائزة المادية في ترتيب الجوائز في الكتاب.
محمد البدوي :
إذا كان الأمر كما ذكرت، فلماذا لا يتم مثلا تسبيق الحديث عن جائزة سلطان العويس عن جائزة الشارقة ؟
محمود الحرشاني :
صحيح... ولكن أن أدرت أن يكون الفصل الأول في الكتاب خاصا بجائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، لأنها أقدم الجوائز العربية وكذلك نظرا لتخصصها في مجال الشعر. أما جائزة العويس فهي أيضا جائزة ذات بعد عربي وتشمل خمس قطاعات من الثقافة ولكنها جاءت بعد جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري.
ربح عبدالـلاوي :
أستاذ محمود : هل ترى أن الفصل المخصص لكل جائزة كاف للحديث عنها ؟
محمود حرشاني :
أنا حاولت أن ألمّ بكل العناصر المتعلقة بكل جائزة، وكان يعنيني في المقام الأول تقديم الجائزة إلى المستمع وإلى القارئ... ولكن شخصيا أسبقك إلى إبداء ملاحظة على جانب كبير من الأهمية بدت لي بعد نشر الكتاب، وتتعلق بأسماء الفائزين بهذه الجوائز، إذ كان يمكن مراجعة هذا الجانب وإضافة الأسماء الجديدة ولكن المسألة تتطلب كثيرا من الوقت والجهد.
محمد البدوي :
سبقتنا إلى هذه الملاحظة وهي هامة فنلاحظ أن الكتاب لم يقدم كل أسماء الفائزين بالجوائز وكنا نود لو أن الكتاب لم يهمل هذا الجانب. كما أن هناك جوائز هامة تونسية لم يقع التطرق إليها مثل جائزة نادي القصة بالوردية، وكذلك الجهوية للثقافة.
محمود الحرشاني :
أنا كنت حريصا على تقديم الجائزة والاقتصار على ذكر فائز أو اثنين فيها فقط : أنا لا أؤرخ و لا أقوم بدور المؤرخ أو الموثق الذي لا يهمل أي جزئية، أنا اهتممت فقط بما يمكن أن يعط صورة واضحة عن الجائزة وتركت الباب مفتوحا لغيري لكي يواصل البحث، فهذا الجانب هو جانب مهم في حياتنا الأدبية والثقافية وبالإمكان مواصلة البحث فيه. أما عن الجوائز الجهوية فهي جوائز ذات قيمة عالية وتساهم في تنشيط الحياة الثقافية، والأدبية على غرار جائزة محمد محفوظ بصفاقس وأحمد عبدالسلام بالمهدية وجائزة نادي القصة وحتى هنا في سيدي بوزيد تأسست جائزة للإبداع الثقافي ولكنها لم تستمر، هذه الجوائز هامة ويمكن الحديث عنها في طبعة منقحة للكتاب وكذلك تحيين أسماء الفائزين بالجوائز وإضافة جوائز أخرى تأسست فيما بعد مثل جوائز الناجي نعمان بلبنان وجائزة الشيخ زايد للكتاب وهي أرفع الجوائز قيمة مادية في صنفها.
محمد البدوي :
أخ محمود هناك جانب هام في هذا الكتاب وهو الحضور التونسي في هذه الجوائز، وقد تحدثت عنه بكل إطناب.
محمود الحرشاني :
كان يعنيني دائما وأنا أتحدث عن هذه الجوائز، أن أبرز أسماء التونسيين الحاصلين على هذه الجوائز فذلك مبعث اعتزاز وفخر بالنسبة لي كتونسي وقد فعلت هذا عند الحديث عن كل جائزة من هذه الجوائز. مع جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري التي نالها تونسيان وهما مبروك المناعي ومحي الدين خريف ومع جائزة سلطان العويس التي نالها عزالدين المدني ونالها هذه السنة هشام جعيط ومع جائزة الجاحظية للشعر التي نالها عدد كبير من الشعراء التونسيين، ومع جائزة سعاد الصباح وغيرها من الجوائز.
ربح عبداللاوي:
أستاذ محمود ألا ترى أنه كان بالإمكان مزيد التعمق والبحث في هذه الجوائز ليكون الكتاب أعمق.
محمود الحرشاني :
ربما كان هذا صحيحا... ولكن المسألة تحتاج إلى امكانيات مادية كبيرة، وربما راعيت هذا الجانب في طبعة جديدة ومنقحة للكتاب فيها إضافات وحرص على تجاوز هنات الطبعة الأولى، ولكن مع ذلك أنا فخور بالصدى الذي وجدته الطبعة الأولى حيث كتبت عن الكتاب أكثر من ثلاثين مقالة في الصحف العربية والتونسية، ومواقع الانترنات وما وجده من صدى في تونس وخارجها.
ربح عبداللاوي :
شكرا أستاذ محمود، الحديث معك مر بسرعة.
محمد البدوي :
تحية لصديقنا الأستاذ محمود الحرشاني، ومبروك مجددا صدور الكتاب ونأمل أن نلتقي في كتب أخرى.
محمود الحرشاني :
شكرا للصديقين الدكتور محمد البدوي والمنشطة اللامعة عبداللاوي على هذه الاستضافة وشكرا لإذاعة المنستير على اهتمامها بالكتاب.