كلمة صريحة
قناة حنبعل تحتفل بعيد ميلادها الثالث
تحية يوجهها أبو أسامة
أطفأت القناة الفضائية التونسية الخاصة حنبعل شمعتها الثالثة وسط ما حققته من نجاحات في ظرف وجيز، ذلك أن هذه القناة استطاعت أن تقدم خطابا إعلاميا مخالفا وتستجيب لانتظارات المشاهدين رغم ما يلاحظه المتتبع لبرامج هذه القناة أحيانا من مبالغة وغلو إلى حد غياب الموضوعية. ولكن هذا الجانب هو جانب محبذ من قبل الجمهور الذي يريد تعرية الواقع ولفت النظر إلى النقائص والسلبيات وتذهب بعيدا إلى المسكوت عنه.
وتتميز البرامج الرياضية التي تقدمها قناة حنبعل بأعلى نسبة مشاهدة، نظرا لجرأة هذه البرامج وخاصة برنامج «بالمكشوف»وكذلك البرامج ذات التوجه الفني وخاصة برنامجي «الصراحة راحة» و«هذا أنا».
ولكن رغم النجاحات التي حققتها هذه القناة فالمشاهد يأمل أن ترتقي لغة الحوار إلى أعلى سقف من الاحترام بعيدا عن التهكم والسخرية والتجريح، حتى لا تتحول الصراحة إلى وقاحة، وتعطى لمنتج البرامج الحق في إحراج ضيوفه بشكل مبالغ فيه أحيانا.
كذلك لابد أن تلتفت إدارة القناة هوي تحتفل بعيد ميلادها الثالث إلى غياب البرامج الإخبارية، فالمطلوب التفكير في إحداث برامج حوارية لتحليل خفايا الأخبار فضلا عن إيجاد نشرات إخبارية والاعتماد على شبكة من المراسلين في الداخل والخارج لمواكبة مستجدات الأحداث وطنيا وعالميا.
ويبقى الجانب الثقافي شبه غائب في القناة فلا بد من الاهتمام بهذه النوعية من البرامج التي لها جمهورها، ولا يمكن أن يكون نصيب البرامج الثقافية في القناة لا يتجاوز مجرد فقرة يومية للمواعيد الثقافية أو موعد أسبوعي يتم في شكل مجلة
مصورة إلى جانب الغياب الكلي لبرامج الأطفال. ما من شك أن القناة مازالت في بدايتها وهي بصدد وضع خطة للتطوير والتحديث ومواكبة التحولات الجديدة في الفضاء الاتصالي العربي والعالمي.
وكل ذلك يتطلب إمكانيات مادية وبشرية نرجو أن تتوفر بالقدر الكافي للقناة خصوصا وقد اقترن الاحتفال بعيد ميلادها الثالث بالإعلان عن بدء البث التجريبي لقناة حنبعل الشرق كإضافة جديدة.
نرجو لقناة حنبعل المزيد من النجاح والتألق في الفضاء الاتصالي الوطني والعربي والدولي لأنها جزء من تونس وصورة من صورها الجميلة المشرقة وعندما تنحاز هذه القناة إلى لغة الصراحة والموضوعية والصدق فذلك يعني إنها تنحاز إلى تونس الجديدة التي نحبها.
للتعليق على هذا المقال وغيره من المقالات المنشورة بهذا الموقع الرجاء ارسال تعليقكم إلى العنوان التالي :
mahmoudhor@maktoob.com أو
miraatalwasat@yahoo.frويتم نشر الآراء والتعاليق بعد التثبت فيها واجازتها للنشر.