كلمة صادقـة
هكذا يتجاوب المسؤول في عهد بن علي
مع مشاغل المواطن
عندما يتدخل الوزير شخصيا وكاتبة الدولة لمتابعة ظروف مريض
بقلم : محمد الحرشانـي
للمرة الثانية، في ظرف شهر، تدعوني، ظروف قاسية للاتصال بالسيد وزير الصحة العمومية الأستاذ منذر الزنائدي والسيدة الفاضلة نجوى ميلادي كاتبة الدولة لدى وزير الصحة لطلب التدخل قصد إحاطة مريضين عزيزين علي، هما ابني أختي اللذين حتمت عليهما الظروف الإقامة بالمستشفى، الأول بمستشفى سيدي بوزيد حيث التمست من السيد الوزير طلب نقله بصورة عاجلة إلى إحدى المستشفيات الجامعية، والثاني تعرض إلى حادث مرور أليم وهو يرقد حاليا بالمستشفى الجامعي المنجي سليم بالمرسى... والواقع أني ام أجد في المناسبتين من السيد الوزير ومن السيدة كاتبة الدولة إلا سرعة التجاوب وحسن القبول والتفهم لما تشعر عائلة يرقد أحد أبائها بين الحياة والموت لإحاطته بأقصى ظروف الرعاية الصحية والطبيعية.
وما زالت كلمة السيد الوزير ترنّ في أذني عندما خاطبته في المرة الأولى : لن نتردد في بذل قصارى الجهد لإنقاذ ابن أختك، وكل الامكانيات الطبية والعلاجية سنسخرها لإنقاذه من المرض الذي أصابه، ولكن مشيئة الله شاءت أن يفارق ابن أختي الحياة رغم ما أحيط به من رعاية طبية في المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس وعندما علم السيد الوزير بالأمر، اتصل بي معزيا، ومبديا تأثره وحسرته لوفاة ابن أختي وهو في مقتبل العمر. وشاءت الظروف القاسية ألا تمر خمسة عشر يوما على وفاة ابن أختي الأول، حتى أصيب ابن أختي الأخرى بحادث مرور أليم في إحدى شوارع العاصمة، وقد ذهب لاجتياز مناظرة ، فتمّ نقله إلى المستشفى الجامعي المنجي سليم بالمرسى، وقد أصيب بعدة كسور ودخل في غيبوبة... ورغم أن الأطباء والعاملين في المستشفى أحاطوه منذ اليوم الأول بالرعاية اللازمة، وإجراء الفحوصات والتحاليل، فقد التجأت مرة أخرى إلى السيد وزير الصحة العمومية وإلى السيدة كاتبة الدولة للصحة طالبا إحاطة ابن أختي بظروف رعاية أحسن ولم يتردد السيد الوزير وكذلك
السيدة كاتبة الدولة في الاستجابة للطلب، مقدرين ما تشعر به عائلة تصاب في ظرف أقل من شهر في اثنين من أبنائها، ومساء الاربعاء ليلا، رن جرس هاتفي، لتكون على الخط السيدة الفاضلة نجوى ميلادي كاتبة الدولة لدى السيد وزير الصحة العمومية، لتعلمني بأن الوزارة لن تدخر أي جهد لإحاطة ابن أختي المقيم بالمستشفى الجامعي المنجي سليم بكل ظروف الرعاية الصحية، وإن التعليمات صدرت إلى الأطباء لبذل أقصى ما يمكن إنجازه معبرة عن الأمل في أن تكلل المساعي التي يبذلها الأطباء بالنجاح. وكان السيد الوزير قد كلف أحد أعضاء ديوانه للاتصال بي منذ اليوم الأول وطمأنتي على بذل قصارى الجهد من أجل انقاذ ابن أختي وأن الأطباء لن يدخروا أي جهد يؤدي إلى نتيجة تدخل البهجة والسرور على العائلة.
إنني الآن وكذلك كامل أفراد الأسرة وفي المقدمة أختي أمي الولدين تشعر بالارتياح والاطمئنان، لأننا عشنا مثالا حيا وصادقا على سرعة تجاوب المسؤول في عهد بن علي مع مشاغل المواطن... وليس من السهل أن يسخر وزير وكاتبة دولة وقتهما لمتابعة وضعية مريض يرقد في مستشفى، وهو ابن من أبناء الشعب العاديين.
ولعل هذا الحس الإنساني الذي عبر عنه السيد وزير الصحة العمومية والسيدة كاتبة الدولة للصحة، هو سير نجاح هذا البناء الذي يبنيه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي يوميا من أجل أن تكون تونس هي المثال الرائع للوطن الذي يحضن كل أبنائه وان يكون المسؤول فيها مهما كانت درجة مسؤوليته في استماع دائم لمشاغل الشعب.
إن تدخل السيد وزير الصحة العمومية وتدخل السيدة كاتبة الدولة للصحة العمومية من أجل إنقاذ حياة شاب تونسي تعرض إلى حادث مرور أليم جراء تهور أحد السائقين أكد لي أن بنايات وزاراتنا ليست من الاسمنت بقدر ما هي من بلور شفاف يطل منه المسؤول على مشاغل الناس ويساعدهم على حلها.